أرشيف رسائل الأحد الشهرية لسنة 2011

Monthly Sunday Messages Archive for Year 2011

ٍSunday Message Page Site Map Home Page


كانون الثاني - January
العدد (83)


القراءات الطقسية

يا رب علمني أن التسامح هو أسمى مراتب القوة

و ان حب الانتقام هو أول مظاهر الضعف

الأحد  الثاني من الميلاد :    2/1/2011

سفر أشعيا(42: 1-7)هوذا عبدي الذي أعضده،مختاري الذي سرت به نفسي. وصنعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم

رسالة رومة(9: 30-10: 4) إن الأمم الذين لم يسعوا في أثر البر أدركوا البر ، البر الذي بالإيمان.

إنجيل القديس لوقا(2: 22-38)صعدوا بالصبي الى أورشليم ليقدموه للرب بحسب الشريعة بزوج يمام اوفرخي حمام

الأحد  الأول من الدنح  :   9 /1/2011

سفرالخروج (3: 1-15) وظهر له ملاك الرب بلهيب نارمن وسط عليقة فنظر و اذا العليقة تتوقد ناراً و لم تحترق

رسالة 2 طميثاوس(3: 1-15) وأنك يا طميثاوس منذ الطفولة تعرف الكتب المقدسة القادرة أن تحكمك للخلاص.

إنجيل القديس لوقا (4: 14-30)ولم يرسل ايليا الى واحدة من ارامل اسرائيل الا الى امراة ارملة من صرفة صيدا

الأحد الثاني من الدنح :  16/1/2011

سفرأشعيا(45: 11-17) هكذا قال الرب تعب مصر و تجارة كوش و السبيون ذو القامة اليك يعبرون ولك يكونون  

رسالة العبرانيين(3: 1-4: 7) كان موسى مؤتمناً في بيته أجمع لكونه فيما يشهد على ما سوف يقال.

إنجيل القديس يوحنا(1: 1-28)جاء الى بيته فما قبله أهل بيته وهم الذين يؤمنون باسمه فقدمكنهم أن يصيروا أبناء الله

الأحد الثالث من الدنح   :  23/1/2011.

سفر العدد(11:11 -20)قال الرب لموسى اجمع لي70رجلاً من الشيوخ واعطيهم الروح فيحملون معك ثقل الشعب

رسالة العبرانيين(3: 14- 4: 10)ولمن أقسم أن لايدخلوا راحته؟أليس للذين عصوه؟ونرىأنهم لم يدخلوا لقلة ايمانهم  

 إنجيل القديس يوحنا(1: 29-42)وجاء به الى يسوع فحدق اليه يسوع وقال أنت سمعان بن يوناوستدعى كيفا أي صخرا

الأحد الرابع من الدنح   :  30/1/2011.

سفر العدد(11: 23-35)فنزل الرب في سحابة وتكلم مع موسى وأخذ من الروح الذي عليه وجعل على 70 رجلاً

رسالة العبرانيين(7: 18- 28)إنالشريعة تقيم أناساً ضعفاءعظماء كهنة أما كلام اليمين الآتي بعد الشريعة فيقم أبناً ابدياً

 إنجيل القديس يوحنا(1: 43-2: 11)فقالت ليسوع أمه ليس عندهم خمر فقال لها ما لي وما لك أيتها المرأة لم تأتي ساعتي بعد

 

الروزنامة الشهرية

السبت

1  كانون الثاني 2011

عيد الختانة – يوم السلام العالمي . القداس الساعة السادسة مساءً

الخميس

6  كانون الثاني 2011

عيد الدنح – عماد الرب يسوع في نهر الأردن . القداس الاحتفالي الساعة 10,30 صباحاً

الجمعة

14كانون الثاني 2011

سفرة الحج المسيحي الى المغطس (نهر الأردن ) للكنائس الكاثوليكية

الإثنين

17كانون الثاني 2011

تذكار مار أنطونيوس الكبير –أبي الرهبان

الثلاثاء

18 كانون الثاني 2011   

بدء اسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين

الجمعة

28كانون الثاني 2011

تذكار مار اسطيفانوس  بكر الشهداء و شفيع الشمامسة

 

اللغة الآرامية... نشأتها ومراحل تطورها                  بقلم: الدكتور هايل دعيسات

ما كان للبدوي العربي الناشئ بين ظمأ رمال الصحراء ووهج الشمس ليستوقفنا لو لم يكن قد أدهش البشرية بعد أن استقر في أكاد وبابل ونينوى وماري وأوغاريت وإبلا وتدمر والبتراء، وغيرها من المدن العربية القديمة، واندمج في نسيجها الاجتماعي ليحقق التواصل والتفاهم في المجتمع والحياة.

وما كانت تلك الموجات البدوية الاستيطانية التي استقرت في تلك المدن لتستوقفنا طويلاً لولا أنها قدمت المادة البشرية لبناء أسس التقدم الحضاري الذي قام على أكتاف الأكاديين والبابليين والآشوريين والكلدانيين والآموريين والآراميين والكنعانيين والنبطيين والتدمريين وغيرهم.من البحر المتوسط إلى الفرات ومن أرض الرافدين حتى بلاد العرب جنوباً سادت -كما هو معروف اللغة الآرامية- وكان انتشارها أكبر بكثير من المجال السياسي الذي امتدت إليه ، واستخدًمَ اصطلاحها منذ أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، ليدل على اللغات التي تكلمها المستوطنون في الأرض الخصيبة التي كانت قد تمت بنداء دجلة والفرات والعاصي وبردى والأردن، وغيرها من الينابيع والأنهار الممتدة. والحقيقة أن اللغة الآرامية تنتمي إًلى مجموعة لغوية واحدة لكنها متعددة اللهجات.

ففي عام 1781 أطلق عالم اللاهوت النمساوي "شلوتزر" اصطلاح السامية على اللغة العربية الآرامية تجاوزاً، ولأول مرة في مقال نشره عن الكلدانيين. وقد تبنى المستشرقون الأوروبيون هذا الاصطلاح حتى صار شائعاً ومتداولاً في الأوساط العلمية حتى الوقت الحاضر.

تقرأ الآرامية وتكتب من اليمين إلى اليسار بحروفها القديمة، كالخط المربع منفصلة بعضها عن بعض. كما تتبع أبجديتها ترتيب أغلبية الأبجديات السامية القديمة، أي بمعنى: أبجد، هوز، حطي، كلمن، سعفص، قرشت، كما تختلف عن العربية بأن لا إعراب لأواخر الكلمات في الجمل. وأقرب اللغات القديمة إًليها هي الكنعانية، وبينها وبين العربية عناصر مشتركة كثيرة في النطق والمفردات والتصريف.

لعلنا لا نبالغ إذا ما قلنا إن اللغة الآرامية كانت قد شكلت وحدة ثقافية لغوية بقيت منتشرة برغم كل التأثيرات، ولعبت دوراً مهماً في وحدة المشرق القديم، واستمرت بقوتها حتى بدايات العهد الإسلامي، وبالآرامية تأثرت بعض اللغات بما فيها العربية.

تطورت الآرامية ليتوصل أهلها لكتابة خاصة بهم في منتصف القرن السابع قبل الميلاد بالترتيب الأبجدي كما ذكرنا سابقاً. وعندما انهارت الإمبراطورية الآشورية مع نهاية القرن السابع قبل الميلاد تحت ضربات التحالف الميدي الكلداني، ازدادت أهمية الآرامية كلغة دبلوماسية دولية وأصبحت تشكل مع الإمبراطورية الاخمينية إحدى لغات الأدب والإدارة والحكم بخطها اليدوي.

بعد سقوط الدولة الفارسية الأخمينية فقدت الآرامية السند الذي جعلها لغة خطية رسمية متجانسة ذات لهجة موحدة في مختلف الولايات، وبدأت تتراجع أمام اللغة اليونانية لفترة زمنية محدودة ليتبدل الحال من جديد وتحتل مكاناً مرموقاً في المشهد الثقافي للعالم المشرقي القديم.

إن معلوماتنا عن الآرامية الموغلة في التاريخ القديم محصورة في بعض النقوش والكتابات المكتشفة حديثاً، وهي أثر من آثار الحضارة الآرامية القديمة في مناطق بلاد آرام. ولإسم آرام هذا، أو آرامي، صلة بالسمو والسيادة والارتفاع، وقد أطلقت هذه الكلمة في بادئ الأمر على المنطقة الشمالية لبلاد الرافدين حيث انتشر الآراميون قبل أن يؤسسوا ممالكهم في العراق وسورية والأردن وغيرها.

وتعود هذه النقوش في أغلبيتها إلى القرنين التاسع والثامن قبل الميلاد، وقد نقشت بالقلم الكنعاني الجنوبي مع بعض المفردات الآرامية ومن بينها: نص منقوش على مذبح نذري عثر عليه في غوزانا (تل حلف حالياً في سورية)، والتي كانت عاصمة لمملكة بيت بختياني الآرامية ويعود تاريخها إلى القرن التاسع قبل الميلاد. ونص مسلة زاكير، ملك مملكة حماة الآرامية. وقد وجدت المسلة في آفس الواقعة بالقرب من سراقب جنوبي حلب، ويرجع تاريخها إلى منتصف القرن التاسع قبل الميلاد.

نصوص منقوشة على عدة مسلات اكتشفت في منطقة (السفيرة) جنوبي شرقي حلب، وتعود إلى منتصف القرن التاسع قبل الميلاد. ونصوص أخرى منقوشة على لقى أثرية عدة عثر عليها في زنجرلي عاصمة دولة سمأل الآرامية. والنقوش الآرامية في تل الفخار. وقد تبلورت الثقافة الآرامية في عدد من ممالك آرام. وتعد نصوص قمران أو مخطوطات البحر الميت الآرامية من أهم ما عثر عليه في عقد الأربعينيات من القرن المنصرم، ويرجح أنها تعود تاريخياً إلى القرنين الثالث والثاني قبل الميلاد، وهي مخطوطات كتبت بالآرامية والعبرية عثر على عدد منها في مُغر قريبة من البحر الميت عام 1947م وقد أدى الكشف عن مضمونها بمقارنتها بنصوص ممماثلة لها في لغات شرقية أخرى معاصرة.

من بين نصوص البحر الميت التي عثر عليها أربع مخطوطات من سفر طوبيا، وليس من شك في أن هذا السفر كان قد كتب، أول الأمر باللغة الآرامية، ومن المحتمل أن ذلك كان ما بين القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد. وهناك أيضاً سفر أخنوخ، الذي يضم الكتاب السماوي وكتاب الحراس وكتاب الأمثال وكتاب الحكماء ورسالة أخنوخ وغيرها من الكتب.

كان الآراميون اقتبسوا أبجديتهم من الكنعانية الجنوبية كوسيلة للكتابة، وطوروها في ما بعد وفق متطلبات لغتهم متأثرين بالوسائل المستعملة في الكتابة من القلم المعدني أو الخشبي، وكذلك بالكتابة على ورق البردي أو الفخار أو جلد بعض الحيوانات. إلا أنهم كانوا قد هجروا اللغة الكنعانية بسرعة مذهلة، واستعملوا لغتهم الخاصة بهم.

وعندما نقول بأن الآراميين تأثروا بالكنعانية لغة وكتابة فهذا لا يعني أنهم هجروا لغتهم نهائياً. فمنذ القرن الثامن قبل الميلاد بدأنا نلاحظ بأن الآراميين راحوا يستعملون لغتهم الخاصة بهم بأحرف كنعانية قبل أن يطوروا كتابة خاصة بهم، وسنجد اعتباراً من القرن الرابع قبل الميلاد نماذج عديدة من الخطوط الآرامية.

ففي بلاد الرافدين وعلى أرض سورية والأردن وفلسطين كانت الآرامية قد تطورت مولدة لهجات محلية عدة مع كتاباتها الخاصة بها، حيث يتجه الرأي العام لدى الباحثين إلى تقسيم اللهجات والكتابات الآرامية إلى أقلام اعتباراً من القرن الأول ق.م وذلك بتوزيعها على مجموعتين أساسيتين: المجموعة الشرقية وتضم السريانية، لهجة تلمود بابل، المنداعية، لهجة مدينة حران. والمجموعة الغربية وتحتوي على اليهودية الآرامية، الآرامية المسيحية الفلسطينية، النبطية والتدمرية

قصة روحية: هدية الطفل حنا للطفل يسوع                                        الآباء الساليزيان

وُلد يسوع في مغارة بيت لحم، وهرع الرعاة يحملون إليه الهدايا. راع صغير اسمه حنا أراد هو أيضا أن يذهب إلى بيت لحم ليسجد للطفل. وبعد أن فّكر في الهدية التي يريد أن يحملها معه، حمل رغيف خبز كبيرًا وقارورة ماء ومعطفا صغيرًا من الصوف. وقال في نفسه: "إن الطفل يرضع من أمه، لكن أمه ستضع له خبزا في الحليب ليتقوّى. وأكيد أن والديه يشعران بالعطش بسبب طول الطريق. ثم لا بدّ أن والدة الطفل قمّطت ابنها، لكن المعطف يزيده دفئا، لا سيما وأن الطقس بارد".

سار حنا نحو المغارة، وكان الفجر. رأى في طريقه بيتًا فقيرا، ورأى في داخلة امرأة عجوزًا ترتجف بسبب الحرارة. اقترب منها ورفع رأسها وبلّله بقارورة الماء التي كان يحملها. وقبل أن يتركها قال لها: "أترك لك ما تبقى من الماء مع القارورة. كنت أريد أن أقدّمها ليسوع الطفل ووالديه، لكنّكِ بحاجة إلى الماء أكثر منهم. سأعود إليك بعد أن أزور يسوع لأساعدك".

تابع حنا سيره، وإذ به يرى فقيرًا يستعطي على زاوية الطريق. أعطاه رغيف الخبز وقال له: "كنت أريد أن أعطي هذا الرغيف ليسوع، لكن أسنانه لم تظهر بعد، وأنت بحاجة إلى الخبز أكثر منه. سأعود إليك بعد أن أزور الطفل". وتابع السير. وإذ به يرى راعياً صغيراً نائماً تحت شجرة، وعليه غطاءٌ خفيف والبرد قارس. حنّ عليه، ومدّ عليه معطف الصوف الذي كان يحمله دون أن يوقظه وقال في نفسه: "لا بدّ أن والدَي يسوع عندهما ما يكفي لتدفئة الطفل... ".

وصل حنا إلى المغارة، وكان الرعاة قد أتوا وعادوا. وكان مار يوسف قد وضع الهدايا التي وصلت في زاوية من المغارة. نظر حنا إلى الهدايا، فرأى مستغربا قارورة الماء ورغيف الخبز ومعطف الصوف الصغير... فسأل حنا مار يوسف: "من أين أتت قارورة الماء والرغيف ومعطف الصوف؟" أجاب مار يوسف: "الملاك الذي ظهر للرعاة أعطاهم هذه الهدايا وقال لهم: أعطوها للطفل يسوع من قِبَل راعٍ صغير اسمه حنا".
القصة الروحية عن موقع جمعية التعليم المسيحي في حلب                    www.talimmasihi.com


شباط - February
العدد (84)


القراءات الطقسية

من نشيد الأناشيد لسليمان :

ليقبلني بقبلات فمه، لأن حبك أطيب من الحمر. لرائحة أدهانك الطيبة. أسمك دهن مهراق، لذلك أحبتك العذارى. أجذبني وراءك فنجري. الملك الى حجاله. نبتهج و نفرح بك. نذكر حبك أكثر من الحمر. بالحق يحبونك.

الأحد  الخامس من الدنح  :   6 /2/2011

سفرأشعيا (48: 12-20) أخرجوا من بابل أهربوا من أرض الكلدانيين بصوت الترنم أخبروا..قد فدى الرب عبده

رسالة العبرانيين(6: 9-7: 3) لأن الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم و تعب المحبة التي أظهرتموها نحو إسمه.

إنجيل القديس يوحنا(3: 1-21) ينبغي أن تولدوامن فوق الريح تهب حيث تشاءوتسمع صوتها لكنك لا تعلم من أين تأتي

الأحد السادس من الدنح :  13/2/2011

سفرتثنية الإشتراع(24: 9-22) لا تظلم أجيراً مسكيناً و فقيراً من إخواتك أو من الغرباء الذين في أرضك .

رسالة العبرانيين(8: 1-9: 10)أجعل نواميسي في أذهانهم وأكتبها على قلوبهم وأكون لهم إلهاًوهم يكونون لي شعباً

إنجيل القديس يوحنا(3: 22-4: 3)من له العروس فهو العريس وأما صديق العريس الذي يقفويسمعه فيفرح فرحاً

الأحد السابع من الدنح   :  20/2/2011.

سفراشعيا(5:42 -17) الرب كالجبار يخرج كرجل حروب ينهض غيرته، يهتف و يصرخ و يقوى على أعدائه.

رسالة 1 طيمثاوس(6: 9-21) أوصي الأغنياء أن يكونوا أسخياء في العطاء كرماء في التوزيع ..

 إنجيل القديس متى(7: 28-8: 13)ثم قال يسوع لقائد المئة أذهب و كما آمنت ليكن لك.فبرأ غلامه في تلك الساعة

الأحد الثامن من الدنح   :  27/2/2011.

سفر خروج(15: 22-26) فجاءوا الى مارّة و لم يقدروا أن يشربوا ماءً من مارّة لأنه مر لذلك دعي أسمها مارّة

رسالة أفسس(1: 15- 2: 7) و نحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح بالنعمة أنتم مخلصون و أقامنا معه.

إنجيل القديس مرقس(1: 1-11) ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي ، الذي يهيىء طريقك قدامك

 

الروزنامة الشهرية

الأربعاء 

2   شباط 2011  

عيد  تقدمة يسوع الى الهيكل – عيد شمعون الشيخ

الإثنين

14 شباط 2011

بدء صوم الباعوثة– صوم نينوى لمدة ثلاثة أيام –رتبة الصلاة تبدء الساعة الرابعة عصراً

 
مقابلة مع النائب الرسولي في مصر – و الحديث عن الاحداث المؤلمة

مطران اللاتين في مصر هو من ينوب عن قداسة الحبر الأعظم على الصعيد والمستوى الكنسي، فيما يعد سفير دولة الفاتيكان في مصر هو الممثل الدبلوماسي الرسمي لحاضرة الفاتيكان في الدولة الموجود بها، وبهذا التوصيف فان النائب الرسولي هم المنوط به من قبل الحبر الأعظم الخدمة والمسؤولية التي تخص الكنائس اللاتينية التي تقيم صلواتها وشعائرها بالطقس اللاتيني كما هو منتشر حول العالم.

زينيت التقت قي إطار متابعتها وتغطياتها لشؤون الكنيسة الكاثوليكية في مصر صاحب السيادة المطران عادل زكي مطران اللاتين في مصر، سيما وان مقره الرسمي هو مدينة الإسكندرية حيث جرت الأحداث المؤلمة مؤخراً وكان لنا معه هذا الحوار:

بداية كيف هي الأوضاع حالياً في الإسكندرية وبعد نحو شهر تقريباً من الحادث المؤلم في كنسية القديسين؟

يمكن القول ان الجو العام بالفعل لا تزال تخيم عليه حالة من الحذر ممزوجة بمسحة من الحزن والترقب، هناك علامات استفهام معلقة كثيرة عند الناس حول المستقبل وقلق كبير عند الآباء، لكن في كل الأحوال نقول ان الله تعالى يعرف كيف يستخرج من الشرور الخيرات. نحن في مسيرة ولم نكتشف بعد هذا لكن نؤمن ان ما حدث يدخل بكل تأكيد في مخطط الله.

 وبالنسبة لي شخصياً فقد قمت بزيارة الكنيسة ورأيت فظاعة الحدث، ولمست انطفاء البهجة في النفوس  وتحول الابتسامة الى نوع من الحزن.

 هل ما جرى في تقديركم هو نتاج لاحتقان طائفي ام حادث جنائي ام أزمة تقع بين الاثنين؟

 

نقول بداية إننا نحترم التحقيقات التي تقوم بها السلطات المصرية ونثق في قدرتها ونذكر بأن مصر تعرضت من قبل لحوادث إرهابية كثيرة تريد النيل من استقرارها، لكن أيضا يمكنني القول ان هناك ضغوطات كثيرة يعيش المجتمع المصري بأكمله في ظلها، بعضها له أسباب خارجية وأخرى داخلية، فالمنطقة العربية برمتها تنتابها الاضطرابات ونحن نريد ان ننجو ببلدنا من كل شر، ما جرى في الإسكندرية ليس صراع مسيحي إسلامي، إنما هو جرس إنذار لما هو اخطر وما يراد بمصر وعلى مصر والمصريين التنبه لما جرى ويجري حتى يجنبوا بلدهم الذي يحبون ويخلصون له أي خطر.

 لا يمكن لرجل الدين ان ينفصل عن واقع المجتمع.. هل الحالة الدينية المصرية على الجانبين تعاني من خلل ما؟

 

من أسف شديد هناك مشاكل كثيرة تنفجر أحيانا في الجانب الديني فقط انطلاقاً من ان المصريين بمسلميهم ومسيحييهم متدينون، من بين تلك المشاكل الفقر والجهل والتخلف وغياب التنوير، ناهيك عن الضغوطات الاقتصادية كما ان الازمة المالية العالمية الاخيرة ألقت بظلالها كذلك على العالم كله ومصر من بينها ونرى في بلد كبير مثل أمريكا كيف ان تلك الازمة أدت الى توترات عنصرية كثيرة.

 كيف رأيتم أداء الإعلام العربي والمصري في الازمة الاخيرة وهل جاءت التغطيات عاطفية أم عقلانية موضوعية؟

 لاحظت ان هناك حالة من التضارب في التغطية وحتى تعرف الحقيقة كان على المرء ان يتنقل بين أكثر من محطة إذاعية أو فضائية، لكن في كل الأحوال الحقيقة لم يعد احد قادر على تخبئتها أو تغطيتها وان التخبط أو التناقض أو التغطية لم تعد تصلح لمعالجة المشاكل.

 

قصة روحية: الراهب و الزيتونة                                       الآباء الساليزيان

كان أحد الرهبان بحاجة إلى بعض الزيت، فغرس شجرة زيتون وصلّى إلى الله قائلا: "يا الهي أرسل المطر لتنمو زيتونتي". فاستجاب الله إلى طلبه، فنـزل الغيث، فترعرعت الزيتونة ونمت. ثم صلى الراهب ثانية قائلا: "ربي إن زيتونتي تحتاج الآن إلى الشمس، فأرجوك أن ترسل الشمس إلى زيتونتي". أجابه الله ثانية إلى طلبه وأرسل الشمس. فتبدّدت الغيوم، وكبرت الزيتونة. وبعد فترة صلّى الراهب قائلا: "والآن يا الهي أرجوك أن تُرسل البرد والصقيع لتتقوّى أغصان زيتونتي ويشتدّ عرقها". وكان له ما طلب فنمت الزيتونة وقويت وامتدّت أغصانهُا وكثُر ورقُها. لكنها بعد بضعة أيام ذبلت ويبست. تأثر الراهب للحادث وحزن على الزيتونة، ولم يفهم لماذا حصل ذلك لزيتونته بالرغم من صلواته المتكرّرة. عرض الأمر على راهب صديق له فأجابه قائلا: "وأنا أيضًا غرستُ زيتونة لحاجتي إلى الزيت ولكني استودعتها عناية الله طالبًا إليه أن يزودها بما تحتاج إليه من هواء وشمس ومطر وثلج كما يريد هو، لأنّه هو خالقها وهو الذي يعتني بها، وتحت عنايته تنمو وتكبر وتعطي ثمرًا".


آذار - March
الـعـــدد (85)


القراءات الطقسية

لذلك ها أنا أرسل إليكم أنبياء و حكماء و كتبة، فمنهم تقتلون و تصلبون، ومنهم تجلدون في مجامعكم، و تطردون من مدينة إلى مدينة، لكي يأتي عليكم كل دم زكي سفك على الأرض، من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن برحيا الذي قتلتموه بين الهيكل و المذبح.

الحق أقول لكم: إن هذا كله يأتي على هذا الجيل.

الأحد  الأول من الصوم  :   6 /3/2011

سفرالخروج (34: 1-27) قال الرب لموسى احترزمن أن تقطع عهداً مع سكان الأرض حيث تذهب لئلا يصيروا فخاً في وسطك

رسالة أفسس(4: 17-5: 4-21) أستيقظ أيها النائم و قم من الأموات فيضيء لك المسيح .

إنجيل القديس متى(3: 16-4: 11) ثم تركه إبليس بعد فشله في كل التجارب وإذا ملائكة قد جاءت فصارت تخدمه

الأحد الثاني من الصوم :  13/3/2011

سفريشوع بن نون(4: 15-24) قولوا لبني إسرائيل أن الرب إلهكم قد يبس مياه الأردن من أمامكم حتى عبرتم.

رسالة رومة(6: 1-23)عالمين أن المسيح بعدما أقيم من الأموات لا يموت أيضاً لا يسود عليه الموت بعد لأنه حي

إنجيل القديس متى(7: 15-27) من ثمارهم تعرفونهم. هل يجتنون من الشوك عنباً أو من الحسك تيناً؟

الأحد الثالث من الصوم   :  20/3/2011.

سفرالتكوين(1:7 -24) ولما كان نوح أبن ست مئة سنة صارطوفان الماء على الأرض وكان المطرعلى الأرض أربعين يوماً.

رسالة رومة(7: 14-25)ولكني أرى ناموساً آخر في أعضائي يحارب ناموس ذهني و يسبيني إلى ناموس الخطيئة

 إنجيل القديس متى(20: 17-28) أنتم تعلمون أن رؤساء الأمم يسودنهم، و العظماء يتسلطون عليهم .

الأحد الرابع من الصوم   :  27/3/2011.

سفر التكوين(11: 1-32) ولد تارح أبرام و ناحور وهاران وولدهاران لوطاً ومات قبل تارح أبيه بأرض ميلاده بأور الكلدانيين

رسالة رومة(8: 12- 27)ولكن إن كنا نرجو ما لسنا ننظره فإننا نتوقعه بالصبر وكذلك الروح أيضاً يعين ضعفاتنا

إنجيل القديس متى(21: 23-46) أيها القادة العميان، الذين يصفون عن البعوضة و يبلعون الجمل!

 

الروزنامة الشهرية

الجمعة 

4   أذار  2011  

تذكار الموتى المؤمنين – قداس و جناز الساعة التاسعة و النصف صباحاً (جبل اللويبدة)

الإثنين

7   أذار  2011

بدء الصوم الكبير- الانقطاع عن الزفرين و الصيام حتى الظهر و ايام الجمع عن أكل اللحم

الجمعة

11 أذار  2011

رتبة درب الصليب – الساعة الخامسة مساءً – ( جبل اللويبدة )

السبت

19 أذار  2011

عيد القديس يوسف البتول – شفيع الكنيسة الكاثوليكية – و الذكرى السنوية السابعة عشر للسيامة الكهنوتية للأب ريمون جوزيف موصللي النائب البطريركي للكلدان بالأردن

الإثنين

21 أذار  2011

عيد الأم – بدء موسم الربيع

 

القديس مار شربل مخلوف (1828- 1898 )

مولده : في بقاعكفرا، جارة وادي قاديشا وأرز الرب، البعيدة مئة وأربعين كيلو متراً إلى شمال بيروت، في أعلى قرية من قرى لبنان، وُلد شربل مخلوف في 8 أيار 1828،إبناً خامساً لأنطوان مخلوف من بقاعكفرا وبريجيتا الشدياق مزبشري. وقد دُعي يوم عماده يوسف أسرة قروية جبلية تعيش من عمل يديها في الحقول والكروم، ورأسمالها الأوحد إيمانها الحي. وكان ليوسف خالان راهبان، من الرهبانية المارونية، حبيسان في صومعة مار أنطونيوس قزحيا على مسية ساعتين من القرية. تعلّم يوسف مبادئ القراءة والكتابة تحت سنديانة الكنيسة شأن جميع أبناء جبل لبنان في ذلك العهد. وانتقل إلى العمل. إلى الدير.

سنة 1850 لبّى نداء الرب وانتمى إلى الرهبانية اللبنانية المارونية وكان قد أسسها عام 1695 ثلاثة شبّان موارنة من حلب. ارتدى ثوب الابتداء في دير سيدة ميفوق واتخذ اسم "شربل". اسم جديد لمعمودية جديدة متحررة من كل تراث دنيوي. قضى سنة في دير سيدة ميفوق وانتقل منه إلى دير مار مارون عنايا الذي سوف تحمل قداسة الأب شربل اسمه إلى أطراف الأرض. وقد وُضع حجر الأساس فيه سنة مولد الأب شربل وهو يعلو 1300متر عن سطح البحر. كان شربل في الخامسة والعشرين من عمره عندما جثا أمام مذبح الرب ولفظ صورة العهد الرباني القائم على نذور الفقر والعفة والطاعة، التي يدعوها التصوّف المسيحي "المشورات الانجيلية". من دير عنايا انتقل شربل إلى دير كفيفان القريب من البترون. وقد اشتهر الدير بقداسة راهب آخرهو الخوري نعمة الله الحرديني. قضى شربل في هذا الدير ست سنين يدرس الفلسف واللاهوت. وكانت كلمة الله تتجلى لروحه أكثر فأكثر، وتتفجر في كيانه ينابيع نور وحق وحياة تقود خطاه في سر المسيح الفادي. وتنتهي دراسته فيرقى إلى درجة الكهنوت المقدسة في 23 تموز 1859 . ما عتم الكاهن الجديد أن تلقى أمراً بالعودة إلى دير مار مارون عنايا. سيسلخ في هذا الدير ست عشرة سنة من حياته بين أخوته الرهبان، يشاطرهم حياة الصلاة والعمل اليدوي والخدمة الرسولية في القرى المجاورة للدير، قبل أن يعتزل في المحبسة.

حبيس الصومعة: الصومعة التابعة لدير مار مارون عنايا يعود تاريخ بنائها إلى عام 1798. بناها شابان من قرية أهمج القريبة، هما يوسف أبي  روميا وداود خليفة. وكانا قد اعتزلا العالم، يعيشان فيها حياة توبة وزهد وصلاة. ثم انضما، في ما بعد، إلى الرهبانية اللبنانية المارونية، ووهبا الصومعة لدير مار مارون الذي قام بجوارها وقد بنيت على اسم الرسولين بطرس وبولس. هنا، على هذه القمة، يتجلى الرب يسوع لمن يصعد للقائه حاملاً صليبه على طريق الجلجلة.على هذه القمة، سلخ شربل ثلاثة وعشرين عاماً وعلى مذبح كنيستها أشرفت حياته الأرضية على نهايتها بقداسه الأخير. الحياة في الصومعة: الراهب الحبيس أو المتنسك يخضع لقانون صارم ويظل مرتبطاً بالدير المجاور للصومعة حيث يعيش والرهبانية اللبنانية والمارونية هي وحدها، بين الرهبانيات الشرقية، التي لم تنقطع فيها سلسلة الحبساء منذ تأسيسها. وهذه نعمة، وهذا غنى روحي لها وللكنيسة، وهذا شرف عظيم ووجه من وجوه عافيتها الرهبانية. لا يمكن أن تمتد الكتابة طويلاً في تفاصيل أحداث حياة شربل في صومعة دير عنايا. الكثافة فيها ليست كثافة الأحداث، وعظمتها ليست العظمة في رؤية البشر. بل كثافة النعمةوالحياة الخفية في الله وعظمة المحبة التي ترفع أحقر ما في نظر البشر إلى القيمة الكلية، القيمة المطلقة، القيمة القصوى، إلى الله. تلك كانت حياة يسوع ومريم ويوسف في بيت الناصرة. الصفحات الكثيرة كتبت وسوف تكتب في لاهوت سر حياته في المسيح مصلوباً ومائتاً على الصليب وممجداً بالقيامة والصعود، وفي النور الذي انطلق منها فغمر لبنان وكنيسة الشرق والكنيسة جمعاء، وفي المعجزات التي تناولت الجسد والروح في زوّار ضريحه العابق بعبير القداسة.

حياة شربل في الصومعة، حياة البطولة الإنجيلية في الصلاة والزهد وحمل الصليب، وفي إماتة الجسد والروح، وفي الفقر والعفة والطاعة، وفي تواضع العمل اليدوي والخدمة، وفي المحبة التي تفيض عطاء ذات وداعة. والانتصار على ملل الرتابة فيها عنصر من عناصر هذه البطولة الانجيلية . مرضه الأخير وانتقاله إلى الحياة السماوية: في 16 كانون الأول 1898، كان شربل يقيم القداس الإلهي وفجأة أصيب بالفالج. فأنزله رفيقه عن المذبح وحمله إلى غرفته. طال نزاعه ثمانية أيام، قاسى فيها الألم الشديد في هدوء وسكينة والصلاة لا تفارق شفتيه، صلاة القداس التي لم يستطع على المذبح أن يتلوها كاملة. لقد بلغت الذبيحة ذروتها، ونضجت نفس شربل في سر المسيح المصلوب، إيماناً ورجاء ومحبة. بقي أن تعبر جسر الموت لتعود إلى بيت الآب. كان ذلك عشية عيد الميلاد في 24 كانون الأول 1898: ذكرى ميلاد يسوع على الأرض، وميلاد شربل مخلوف في السماء. على فراش حقير منسوج من شعر الماعز ووسادة هي حزمة من الحطب فاضت روح شربل وانتهت مسيرته على الأرض.يوم عيد الميلاد، ينطلق من الصومعة موكب صغير. زرافة من رهبان ومزارعين يحملون على لوح من خشب جثمان شربل ملفوفاً بعباءته الرهبانية الخشنة. الموكب يتجه صوب دير مار مارون عنايا، عبر الثلوج الكثيفة المتراكمة على الطريق الوعرة. يسجى الجثمان في الكنيسة. وفي اليوم الثاني لعيد الميلاد يصلى عليه ويدفن في مقبرة الدير بدون تابوت على عادة الرهبان.هذا الجثمان ظل طوال ثمان وستين سنة دون انحلال، كما كان يوم دفنه. يرشح عرقاً دموياً، وقد أجريت عليه شتى الكشوفات والاختبارات الطبية في لبنان وخارج لبنان، فما استطاع العلم أن يعطي أي تفسير للمعجزة، واشترك في هذه اللجنة أئمة رجال الكنيسة والعلم والمجتمع كما هي عادة الكنيسة في تصرفها عندما تحقق في مثل هذه الأوضاع الخارقة، وقد أخرج مراراً من القبر بحضور اللجان المختصة وبدّلت الأثواب التي عليه. إنه اليوم في وضعه الأخير. الجثمان معروض في تابوت من زجاج. لقد ذاب الجثمانمع بقاء سلامته من الفساد ورشح العرق الدموي العجيب. والضريح والصومعة والدير نبعة أشفية للنفوس والأجساد، يؤمه مئات الألوف من المؤمنين وترد إلى الدير أكداس الرسائل من جميع أقطار العالم وبمختلف اللغات، هذه تحمل خبر شفاء، وتلك تطلب شفاعة أو صلاة أو ذخيرة وأخرى تستفسر أوتنفي نذراً. في أقل من سنتين، 135ألف رسالة آتية من 95 بلداً انضمت منسّقة إلى متحف ناسك فقير لم يكن يحسن غير الصلاة والصمت والطاعة وعمل التوبة والشغل اليدوي وحمل الصليب. شربل يكرّم على المذبح: دعاوى التطويب والتقديس في التشريع الحاضر تدوم عشرات وعشرات السنين، وأحياناً مئات السنين. يتناول التحقيق في دقة ما بعدها دقة حياة رجل الله وكتاياته وأقواله وأثره في محيطه، وما ينسب إليه من معجزات. فلجان قانونية، ولجان لاهوتية، ولجان طبية وهيئات قضائية ولوائح ومرافعات مع رجل الله وضده. وفي الفاتيكان دائرة خاصة لهذا الشأن. أعلن قداسة البابا السادس شربل طوباوياً في 5 كانون الأول 1965 في احتفال مهيب أقيم في كاتدرائية القديس بطرس العظمى حققت فيهما الدوائر المختصة وأقرّت صحتهما.

ويوم الأحد 9 تشرين الأول 1977 أعلن قداسة البابا نفسه شربل قديساً، فاتسع نطاق تكريمه كطوباوي محصوراً في كنيسته

 

قصة روحية:  الصليب اليومي                                       الآباء الساليزيان

كان رجلٌ مؤمن دائمَ التشكي إلى الله أن صليبه اليومي كبير وأنه لا يقوى على حمله. وكان يقول لله: "يا رب، أريد أن احمل صليبي حبا لك، لكن أرسل لي صليبًا أصغر كي أقوى على حمله دون أن يسحقني".

وذات يوم، رأى الرجل نفسه في الحلم يدخل السماء، ويطلب من الله نفس الطلب الذي كان يطلبه على الأرض. فما كان من الله إلاّ أن اقتاده بيده وأدخله غرفة كبيرة جدًّا فيها آلاف الصلبان، من مختلف الأحجام، وقال له: "اختر أنت الصليب الذي تريد أن تحمله". تجوّلَ الرجلُ بين الصلبان، واختار أصغر صليب وحمله وقال لله: "يا رب، أريد أن يكون هذا الصليب نصيبـي في حياتي على الأرض". قال الله: "حسنًا، فليكن لك كما تريد". ثم ابتسم وقال: "لكن اعلم يا بُنيّ، أن هذا هو نفس الصليب الذي كنت قد أرسلته لك من قبل".


نيسان - April
الـعـــدد (86)


القراءات الطقسية

يا رب من أجل أن يتحقق فينا و بيننا سلام قيامتك و يحررنا من كل حوف و قلق لاسيما في هذه الظروف الصعبة و نمد أيدينا الى بعضنا البعض متكاتفين مسنودين بنعمة قيامتك فننهض لبناء الشركة و الأحوة بيننا و بين جميع البشر و من أجل بلداننا و شعوبنا لكي يسود فيه السلام و العدل و يعمل كل منا بسحاء و روح مسؤولية في بنائهم

الأحد  الحامس من الصوم  :   3 /4/2011

سفريشوع بن نون(9: 15-22) فسار بنو اسرائيل وبلغوا مدنهم ولكنهم لم يقتلوهم لأن رؤساءهم حلفوا لهم بالرب.  

رسالة رومية (12: 1-21) تغيروا بتجديد أفكاركم و ميزوا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة.

إنجيل القديس يوحنا(7: 37-52 8: 12-11)ألم يقل الكتاب أن المسيح يأتي من نسل داود و من قرية بيت لحم .

 

الأحد السادس من الصوم :  10/4/2011

سفريشوع بن نون(21: 43-45) و لم تسقط كلمة واحدة من جميع كلام الخير الذي كلم الرب به شعبه بل تم كله.

رسالة رومية(14: 10-23) فإن ملكوت الله ليس أكلاً ولا شرباً بل هو بر و سلام و فرح في روح القدس .

إنجيل القديس يوحنا(9: 39-10: 21)إني أنا باب الخراف وجميع الذين جاءوا هم سراق و لصوص ولم تسمع لهم

 

أحد الشعانين   :  17/4/2011.

سفر زكريا(9: 9 -13)ابتهجي يا بنت صهيون واهتفي يا بنت أورشليم هوذا ملكك يأتيك صديقاً مخلصاً متضعاً راكباً على أتان.

رسالة رومية(11: 13-24) فلا تفتخر على الأغصان فان افتخرت فلست أنت تحمل الأصل بل الأصل يحملك .

 إنجيل القديس متى(20: 29-21: 22)هذاهو يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل هوشعنا مبارك الآتي باسم الرب

 

أحد القيامة    :  24/4/2011.

سفر أشعيا(60: 1-7) بنوك من بعيد يأتون و بناتك على الارائك يربين حينئذ تنظرين و تستنيرن وتفرحين وقوات الأمم تأتيك.

رسالة 1 كورنتوس(15: 20- 28)لأنه كما أن جميع الناس يموتون بآدم كذلك سيحيا جميهم بالمسيح .

إنجيل القديس يوحنا(20: 1-18)  و قالت مريم للتلاميذ لقد حملوا الرب من القبر ولا أعلم أين وضعوه

 

الروزنامة الشهرية

الأحد 

17   نيسان  2011  

أحد الشعانين – قداس صباحي في المصدار 8,30 و مسائي في اللويبدة ساعة 5,30

الأربعاء

20   نيسان  2011

رتبة توبة و اعترافات الساعة 5 مساءً (جبل اللويبدة)

الخميس

21   نيسان  2011

خميس الفصح– عيد الكهنة  القداس وحفلة غسل الأرجل  الساعة5 مساءًً (جبل اللويبدة )

الجمعة

22   نيسان  2011

رتبة الآلآم و الجمعة العظيمة الساعة 5 مساءً في (جبل اللويبدة)

السبت

23  نيسان  2011

سبت النور و قداس عيد القيامة الاحتفالي ليلاً الساعة 7,00  في (الكاردنز )

و 10,00 ليلاً في دير الأباء اليسوعيين (جبل الحسين).

الأحد

24  نيسان  2011

أحد القيامة المجيدة – القداس الاحتفالي الساعة 10,30 صباحاً في جبل اللويبدة

الإثنين

25  نيسان  2011

ثاني أيام العيد – و تذكار مار كوركيس الشهيد – القداس الساعة 6 مساءً في اللويبدة

 

الإيمان و مصير الإنسان -          المطران ناوفيطوس إدلبي  (كتاب صوت الراعي)

وضع الإنسان في عالم اليوم: آمال ومخاوف

يعيش الجنس البشري في عصرنا هذا حقبةً جديدة من تاريخه، تمتاز بتطوّرات عميّقة وسريعة. وهذه التطوّرات، التي أحدثها الإنسان بجده وذكائه الخلاق، تنعكس على كيانه وعلى آرائه ورغباته، الفردية منها والجماعية، كما وعلى أسلوبه في التفكير والعمل. وقد بلغ هذا التطور حداً نستطيع معه أن نجزم بأن انقلاباً حقيقياً قد حدث في الحياة الاجتماعية والثقافية، وامتدت أثاره إلى الحياة الدينية عينها. وقد قال أحدهم: "أننا اليوم نجتاز قرناً في كل عشر سنوات". وكما أن كلَّ تحول جذري في الإنسان يثير في نفسه أزمة، هكذا أحدث هذا التطور السريع في نفس الإنسان صعوبات جديدة، لا بل أزمة عميقة. فالإنسان، وقد امتد سلطانه على الكون إلى مدى بعيد، قد عجز عن أن يوجه دوماً هذا السلطان الهائل لخدمة الإنسانية. وكلما ازداد تغلغلاً في أعماق كيانه، ازداد شكُّه في نفسه. وبالرغم من تقدمه في اكتشاف قوانين الحياة الاجتماعية، لا يزال يقف حائراً لا يدري في أي اتجاه يجب أن يسير.

في وسط الثروات الهائلة والإمكانات الاقتصادية الجبّارة، لا يزال العدد الأكبر من سكان العالم يُعانون مرارة القحط والجوع.

ومع تقدّم العلم العجيب، الذي قاد الإنسان إلى اقتحام الكون لا يزال الملايين من البشر يجهلون القراءة والكتابة. ثم إن الناس لم يدركوا في يوم من الأيام معنى الحرية بقدر ما يدركونه اليوم ويتغّنون به، ومع هذا فقد نشأت أنواع جديدة من العبودية الاجتماعية والنفسية لم تعرفها أظلم عهود فيما مضى. ومع أن العالم أصبح يعي وعياً عميقاً معنى وحدته ووجوب تضامنه لتحقيق مصالح الناس المترابطة، إلا أنه ما زال مفكك الأوصال بسبب تنافر القوى التي تتصارع في حلبته، من خلافات قومية وعنصرية ومذهبية وسياسية واقتصادية، فلا يزول استعمار آخر، ولا تنطفئ حرب حتى تندلع حرب أخرى، ولا تخمد ثورة حتى تقوم ثورة على الثورة، بحيث لا تزال الإنسانية مهدَّدة كل ساعة بخطر حرب عالمية تقضي على مصيرها.

لقد ازداد في العالم المعاصر تبادل الآراء، وتوسعت مجالات الحوار بين سائر الفئات من الناس. لكن أساليب التعبير عن المفاهيم الأساسية أدت إلى اختلاف المعاني باختلاف المذاهب الفكرية أو المصالح الاقتصادية. فما يعتبره البعض استبداداً يسميه الآخرون نظاماً. وما يعتبره البعض استعباداً يظنه الآخرون تحريراً. فأصبح الباطل حقاً، والحق باطلاً. وكل ما كان في مصلحة فئة من الناس اعتبره هؤلاء حقاً وخيراً وصلاحاً، وما كان في مصلحة سواهم ظنّوه ظلماً وشّراً وبهتاناً. وتتركّز مأساة القرن العشرين في أن الكلام ما عادت له قيمة واحدة ومعنى واحد عند كافة الناس.

حيال هذا الموقف المعقد عجز الكثيرون من معاصرينا عن تمييز القيم الدائمة، كما عجزوا عن التوفيق بينها وبين اكتشافاتهم الحديثة. ولذا غمر الناس القلق الدائم وهم يتساَءلون، حائرين بين الأمل والفزع، عما سيؤول إليه مصير الإنسانية ومصير كل واحد منهم.

والحق يقال أن عدم التوازن الذي يسود العالم الحاضر مرتبط كل الارتباط بعدم توازن آخر أكثر عمقاً، نبتت جذوره في قلب الإنسان ذاته. ففي أعماق الإنسان تتصارع قوى مختلفة متناقضة. إذ أنه من جهة، بوصفه مخلوقاً، يدرك أنه محدود في الكثير من إمكاناته. ويشعر من جهة أخرى بأن له رغبات لا حد لها، وبأنه مدعو إلى حياة أسمى. فهو بين هذه العوامل المتصارعة، مضطر باستمرار إلى أن يختار بين هذا وذاك، وأن يتخلى عن هذا وذاك. والأسوأ من هذا كله أنه، كمخلوق ضعيف وخاطئ، يفعل غالباً ما لا يريده، ويحجم عن فعل ما يودّ أن يفعل. إن الإنسان يشكو من انقسامه على نفسه. إن كثيرين ممن تشبعت نفوسهم بالمادية العملية قد حُجبت أعينهم عن رؤية هذا الوضع المؤلم، أو أن البؤس أضناهم فمنعهم من أن يعيروا هذا الوضع التفاتاً. ثم إن كثيرين غيرهم يظنون أنهم عثروا على الطمأنينة في ما يقدمّ لهم من تفسيرات مختلفة لهذا الوجود. كما أن البعض يتوقعون للجنس البشري تحرراً حقيقياً وكاملاً بفضل مجهود الإنسان وحده. ولذا فهم يعتقدون أن السلطان الذي سيفرضه الإنسان على الأرض في المستقبل القريب سوف يحقق رغبات قلبه كلها. وثمة قوم آخرون قد يئسوا من أن يجدوا للحياة معنى، فأشادوا بالمغامرين أمثال سارتر، الذين جردّوا الوجود البشري من كل معنى. على أن هناك ازدياداً ملحوظاً في عدد الذين ما زالوا، حيال هذا التطور المعاصر، يلقون على أنفسهم أسئلة أساسية، ومن هذه الأسئلة: ما هو الإنسان؟ وما هو معنى الألم والشر والموت، وهي كلها وقائع لا تزال قائمة رغم ما أحرزه العالم من تقدم؟ وما فائدة كل هذه الانتصارات التي ندفع ثمنها غالياً؟ وما هو مصير الإنسان والإنسانية ؟ هل ننقذ الإنسان والإنسانية بالإيمان أم بالإلحاد، بمتابعة الإيمان وتعميقه، أم بانتحال الالحاد ونشره؟ هل ننقذ الانسان بإقرار وجود الله ومعونته، أم بإنكار الله وكل دين؟

 جواب الإلحاد المعاصر

(لخصنا ما يلي عن كتاب رائع للأستاذ كوستي بندلي بعنوان: "الإلحاد المعاصر". فله منا الشكر).  

ما هو جواب الإلحاد المعاصر على هذه الأسئلة، وكيف يعتقد أنه ينقذ مصير الإنسان والإنسانية؟

من ميزات الإلحاد المعاصر، الذي يتجسم في الماركسية من جهة، وفي الوجودية السارترية من جهة أخرى، انه لا يتعّرض لوجود الله بحد ذاته، بقدر ما يتعّرض لعلاقة الله بالإنسان: فوجود الله بحدّ ذاته أمر لا يعيره كبير أهمية، وقد قال الشاعر الفرنسي بريفير بهذا المعنى: "أبانا الذي في السماوات، إبق َ فيها". إن ما يهم ّ الإلحاد المعاصر هو الإنسان، وعلى هذا الاهتمام نوافق نحن أيضاً على أن ما يصرّ الإلحاد المعاصر على نفيه هو علاقة الله بالإنسان، وتجعل الله يستقطب وجود الإنسان، وتجعل الإنسان يضيع في الله. تلك العلاقة الاستعبادية لا ينجو الإنسان منها إلا بنضال عنيف ضد فكرة الله. لذا فالحاد المعاصر هو رفض لله أكثر مما هو نفي لوجوده. إنه موقف إرادي أكثر مما هو عملية عقلية صرفة. ويرى الإلحاد المعاصر أن الإنسان برفضه الله مرِجعاً وقطباً لوجوده، يجد نفسه، لأنه يتحرر من تلك الأوهام التي كانت تحول بينه وبين تحقيق ذاته عل أكمل وجه. تلك الأوهام تنبع، يقول الإلحاد المعاصر، عن أهواء الإنسان لتستعبده. لذا فان رفض الله يصبح في هذا المنظار انتقالاً من الوهم إلى الحقيقة، من الخوف إلى الأقدام، من الجمود والاستكانة إلى الحركة الخلاَّقة، من العبودية إلى الحرية، من الأنانية إلى العطاء. هذا ما يعتقده الإلحاد المعاصر. ولكننا نحن نتساَءل: هل استطاع الإلحاد المعاصر أن يستغني عن الألوهة وأن يوجد الإنسان بمعزل عنها؟ لا بدَّ لنا من التسليم أن الماركسية مثلاً لم ترفض الله إلا لتضفي الالوهة على المادة والتاريخ، فجعلت منهما صنمين يتقلبان على الإنسان ليحطّا من كرامته ويسحقاه. فالإنسان الذي يسود المادة بعمله ليس هو، ويا للغرابة، في النظرية الماركسية، سوى وليد مادة مؤلهة. والتاريخ، الذي هو من صنع الإنسان وفي خدمته، يصبح ساحقاً للإنسان، مستخدماً إياه "كفحم في قاطرته".

إما الإلحاد السارتري فقد كان أكثر منطقياً مع منطلقه، إذ ذهب في إنكار الله إلى أقصى استنتاجاته، فأكّد أن الإنسان " شهوة لا جدوى لها "، و انه لا مبّرر لوجوده، وان كنز الإنسان الوحيد، ألا وهو الحرية، فراغ ٌ... ولا معنى. ولكنه هو أيضاً، بإضفائه صفة الإطلاق على تلك الحرية الجوفاء، أوجد صنماً جديداُ يتعّبد له الإنسان لفراغه، فيصبح أسير ذاك الفراغ.

هكذا لم يرفض الإلحاد المعاصر، في كلا قطبيه، الماركسي والسارتري، وجود الله باسم الإنسان، فضلاً عن أنها عاجزة عن الإجابة على السؤال الجذري الذي يطرحه الإنسان على نفسه، وهو سؤال الأسئلة، السؤال عن معنى حياته وموته.

إن الإنسان كائن ذو معنى يسير نحو المطلق (تلك هي الحقيقة الماركسية)، ولكنه عاجز عن أن يحقق هذا المعنى بنفسه (تلك هي الحقيقة السارترية)، إذ أن الوجود الإنساني بدون الله لا معنى له. الحقيقة أن الإنسان مخلوق على صورة الله ومدعو للتأله، ولكنه مختلف عن الله، ولا يحقق ذاته إلا بالله.

الله ومصير الإنسان

وهكذا نرى أن الله وحده قادر أن يزيل متناقضات الإلحاد المعاصر، وأن يجمع ويؤلف ما فيه من حقائق جزئية مبعثرة. ذلك أن الجزء من الحقيقة في الإلحاد المعاصر يُردُّ إلى تلك الألوهة التي رأت الماركسية أثرها في المادة والتاريخ، ولاحظت السارترية غيابها الظاهري في الكون. ولكن الشطط ناتج من كون الماركسية رأت الأثر فوقفت عنده، ونظرت الظِلُ ولم تتخط ِّ إلى عّلته، وبان السارترية لم تلحظ أن غياب الله الظاهري في الكون إنما هو عائد إلى تعاليمه والى احترامه استقلال الكائنات التي أبدعها وحرية الإنسان التي أرادها.

فالإله الذي رفضه كل من ماركس وسارتر ليس الإله الذي نعبده ونحبه كما تجلى لنا في وجه المسيح يسوع، بل صورة كاريكاتورية مزيفة لإله غير إلهنا. لقد تصور الإلحاد المعاصر إلهاً يُِذلِّ الإنسان، يقّيده، يعميه، يسحقه، يحكم عليه بالسلبية والجمود والخنوع وبطفولة وبلاهة أبدية. إنه اله لا يستمد عظمته إلا من ضعف الإنسان وجهله وذلّه واستغلاله. ولكن أين هذا الإله المصطنع من ذاك الذي كشف لنا عن ذاته في وجه المسيح يسوع، فظهر لنا محبة محيية، محررة، موقظة، مؤلهة؟

ونحن نتساءل: كيف أمكن للإلحاد المعاصر، وقد ظهر في بيئة مسيحية غربية، أن يرى صورة الله مشوِّهة بهذا المقدار؟ الجواب أن نزعة الإنسان إلى الاكتفاء بذاته تحدو به إلى رفض كل مرجع ومرد ّ له غير ذاته. عندئذ لا بدّ لموقف الرفض هذا أن يصوّر الله بصورة الطاغية المستعبد، كما أن رفضنا لإنسان ما أو لنظام ما يصّور لنا هذا الإنسان أو هذا النظام بأبشع الألوان. ونضيف إلى ذلك أن تلك الصورة البشعة التي كونَّها الإلحاد المعاصر عن الله إنما وجدها فعلاً في شطط أذهان بعض المسيحيين، ممن تصورا لله وعاشوا الله على غير ما هو عليه، فنقلها عنهم ليرفضها، بعد أن زادها تشويهاً.

وبعبارة أخرى إننا نحن معشر المؤمنين أوجدنا إلى حد بعيد هذا الصنم الذي يرفضه الملحدون، مسمّين إياه إلهاً كما نسّميه نحن.

ولكن ما هو أصل ذلك الصنم أو بالحري تلك الأصنام التي كثيرا ما تحتلُ في تديْننا مكان الإله الحقيقي؟ يبدو لي أن مرّد ذلك يعود إلى تصوّرات الإنسان و أهوائه. فمن جهة لا بَّد للإنسان أن يتصور الله، بالانطلاق من خبرته الإنسانية وعلى ضوئها. وهذا أمر طبيعي وأسلوب مشروع، لان كل ما في الكون إشارة إلى باريهِّ. ولكن الشطط يبدأ عندما يخلط الإنسان بين الإشارة وما تشير إليه، بين الرمز والمرموز إليه، فيؤله الإنسان تصوّراته بدلاً من أن يتجاوزها في موقف متعبّد خاشع، في صمت الذهول والحب أمام الحضرة الإلهية التي تفوق كل وصف وتصّور.

ثم إن الإنسان معرضَّ دائماً لأن يكوْن عن الله صورة ترضي أهوائه وتبّررها، فينحدر بالله إلى مستوى أنانيته ومطامعه ومخاوفه، عوضاً عن أن يتجاوز أهواءِه ويصعْدها في خط الكيان الإلهي. نحن نعلم من التاريخ أن التقتيل والتعذيب واستغلال الإنسان للإنسان والعنصرية والقومية الوثنية، كل ذلك غُطيَ باسم الله...

هكذا يتْضح بأن للإلحاد المعاصر وجهاً إيجابياً، يجب الإفادة منه. انه برفضه الأصنام يسعى ضمناً نحو المطلق الإلهي. وباحتجاجه ضد كل خيانة للحقيقة والعدالة ترتكب باسم الله، يشهد ضمناً لذاك الذي هو الحق والعدل المنزِّهان عن كل شائبة.

مجمل الكلام أن للإلحاد المعاصر دوراً في تنقية الإيمان. وكما أن الدين اليهودي والإسلامي، بإنكارهما تثليث الأقانيم في وحدانية الله، يرغمان المسيحيين على التعمق في فهم الوحدانية وتجنب الشرك، كذلك الإلحاد حافز قوي يهيب بجميع المؤمنين إلى أن يطْهروا نظرتهم إلى الأوحد ويسموا به عن تصوراّتهم الصبيانية وأهوائهم الأنانية.

ولكن الإيمان يستجوب بدوره الإلحاد المعاصر، آخذا عليه، في تحطيمه للأصنام كلها، إنه لا يستثني منها ذلك الصنم الرهيب، صنم اكتفائية الإنسان التي هي أصل الأصنام، أو صنم  المادة و التأريخ. إن الإيمان يدعو الإلحاد المعاصر، إلى عدم التوقف في منتصف الطريق، إلى تجاوز السلبية من إنكارٍ ورفضٍ، معترفاً بهذا الإله الحقّ، الذي لا تُرفِضُ صوره المزيفة إلاْ بالقياس إلى صورته الحقيقة الكامنة في أعماق كلْ منا. وهكذا يدعو العقل السليم إلى تنقية الإيمان بنقد الإلحاد الإيجابي،و تجاوز الإلحاد بسموّ الإيمان الصحيح.

 

قصة روحية:  الصليب الذي يُدخل إلى السماء                                    الآباء الساليزيان

كان رجل مؤمن كثير التشكي من أن صليبه ثقيل. وكان يقول لله دوما: "رب، خفّف عنّي هذا الصليب، فإنه يسحقني". وذات يوم، رأى الرجل نفسه في الحلم يسير حاملا صليبه الثقيل ويسير بصحبة آلاف البشر، وكلٌّ منهم يحمل صليبه. كان صليب الرجل، كما كانت صلبان باقي الناس، طويلة وتجرّ على الأرض مقدار مترين.... مما كان يجعل السير شاقّا بالفعل.

وبينما المسيرة تتقدّم، رأى الرجل نجّارا يعمل في منجرته، فدخل إلى المكان وأخذ منشارًا دون أن يراه أحد وقطع المترين اللذين كانا يجرّان خلف صليبه، ثم تابع مسيرته بنشاط وخفّة، وهو يشعر بالراحة والفرح لما فعل.

وفي نهاية المسيرة، وصل الجميع إلى نهر، ومن بعد النهر كان النعيم يبتسم للقادمين بجنّاته الخضراء... وكان كلُّ شخص يصل إلى النهر، فيضع صليبه على جهة من النهر ويسير على الصليب، فيبلغ الجهة الثانية من النهر ويدخل السماء.... وأتى الرجل، وفوضع صليبه، لكن طرف الصليب لم يصل إلى حافّة النهر الثانية، فجعل يندب حظه، وفهم أن المترين اللذين نشرهما من الصليب كانا طريقه إلى الخلاص


أيار - May
الـعـــدد (87)


القراءات الطقسية

أنا الطريق و الحق و الحياة

الأحد (الجديد) الثاني من القيامة  :   1 /5/2011

سفرأعمال الرسل(4: 32-5: 11) وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب. وخيانة حنانيا وسفيرة.

رسالة كولسي(1: 1-20) الدعوة الى الثبات في الحق و التمسك بالقيم السامية .

إنجيل القديس يوحنا(20: 19-31) ظهور الرب بعد قيامته للرسل في العلية ولتوما بعد ثمانية ايام لشكه في القيامة

الأحد الثالث من القيامة :  8/5/2011

سفرأعمال الرسل(5: 34-42) وكان الرسل لا يزالون كل يوم في الهيكل و في البيوت معلمين و مبشرين بيسوع.

رسالة أفسس(1: 1-14) على المؤمنين أن يعيشوا في انسجام و محبة و يكونوا قديسين.

إنجيل القديس يوحنا(14: 1- 14) مارتوما يسأل يسوع كيف نعرف الطريق قال الرب أناهوالطريق والحق والحياة

الأحد الرابع من القيامة   :  15/5/2011.

سفر أعمال الرسل(8: 14 -25)السامرة قبلت كلمة الله فأتاهم بطرس ويوحنا لكي يصليا ليحل عليهم الروح القدس

رسالة أفسس(1: 15-2: 7) الكنيسة هي جماعة الله تؤمن بيسوع المسيح ايماناً حياً و ليس شكلي.

 إنجيل القديس يوحنا(16: 16-33) الأيام القادمة صعبة فيها ألم و معاناة لكن يعقبها فرح و سلام .

الأحد الحامس من القيامة    :  22/5/2011.

سفر أعمال الرسل(9: 1-19) القديس بولس يتحول الى مبشر بيسوع المسيح على طريق دمشق بعد اهتدائه .

رسالة العبرانيين(10: 19- 36) عيش الايمان المسيحي بكل وعي و اندفاع .

إنجيل القديس يوحنا(21: 1-14) يسوع يظهر للرسل على بحيرة طبرية بالصيد العجائبي .

 الأحد السادس من القيامة    :  29/5/2011.

سفر أعمال الرسل(10: 1 -16) قائد المائة كرنيليوس صانع الحسنات رأى ملاك الرب يقول له اذهب لبطرس

رسالة أفسس(2: 4-22) كل مسيحي هو من أهل البيت و ليس غريباً فعليه أن يسلك كإبن صادق .

 إنجيل القديس يوحنا(17: 1-26) صلاة يسوع من أجل تلاميذه ليكونوا واحداً بالحق و السيرة الحسنة

 

الروزنامة الشهرية

الأحد 

    1   أيار  2011      

بدء الشهر المريمي –عيد مار يوسف شفيع العمال- صلاة الوردية 5,15مساءً (اللويبدة)

تطويب قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني والذي قاد الكنيسة الجامعة لمدة 26 سنة

الإثنين

    9   أيار  2011

تذكار الربان هرمزد  و ديره في القوش  شمال العراق

الأحد

  15   أيار  2011

تذكار العذراء مريم حافظة الزروع – و عيد سلطانة مادوخت في قرية أرادن

الأحد

  22   أيار  2011

تذكار مار أدي رسول كنيسة المشرق – عيد القديسة ريتا  .

الثلاثاء

   31  أيار  2011

ختام الشهر المريمي – تذكار مريم العذراء ملكة الكون

 

الموضوع :  هل يسوع المسيح هو الله؟ام أدعى يسوع المسيح بأنه الله؟  جيمي خمي

السؤال: هل يسوع المسيح هو الله؟ هل أدعى يسوع المسيح بأنه الله؟
الجواب: لا توجد أية آيات مدونة في الكتاب المقدس استخدم فيها يسوع المسيح التعبير "أنا هو الله" . ولكن هذا لا يعني بأنه لم
يعلن أنه الله.

علي سبيل المثال، تأمل كلماته في سفر يوحنا 30:10 فهو يقول "أنا والآب واحد". دعونا نلقي نظرة عامة علي كلمات يسوع الموجودة في يوحنا 30:10 "أنا والآب واحد". فان دققنا النظر، فربما لن ندرك ادعاء المسيح بأنه الله، ولكن من المهم أيضا أن نلقي نظرة علي رد فعل اليهود لهذه العبارة: "لسنا نرجمك لأجل عمل حسن، بل لأجل تجديف، فأنك وانت انسان تجعل نفسك الها" يوحنا 33:10. فنري أن اليهود قد ترجموا عبارة يسوع بأنها ادعاء بأنه الله وأيضا نري أنه في الآيات التالية أن يسوع المسيح لا يقوم بتصحيح معلوماتهم بالقول أنا لم أدعي أنني الله. مما يوضح لنا أن يسوع المسيح كان يعني أن يعلن بأنه الله بقوله "أنا والآب واحد" يوحنا 30:10. مثال آخر يوجد في يوحنا 58:8 وفي هذه الآية يعلن يسوع: "الحق الحق أقول لكم: قبل أن يكون ابراهيم، أنا كائن". وللمرة الثانية يرفع اليهود الحجارة ليرجموا يسوع (يوحنا 59:8). لماذا حاول اليهود رجم يسوع بالحجارة ان لم يؤمنوا بأن كلمات المسيح هي ادعاء واضح بأنه الله؟
يوحنا 1:1 يقول "كان الكلمة الله". ويوحنا 14:1 يقول "الكلمة صار جسدا". وتبين لنا الآيات بوضوح أن يسوع المسيح هو الله في الجسد. أعمال الرسل 28:20 يقول لنا "...فاسهروا اذا علي أنفسكم وعلي جميع القطيع الذي عينكم بينه الروح القدس نظارا، لترعوا كنيسة الله التي اشتراها بدمه " من هو الذي أشتري الكنيسة بدمه؟ يسوع المسيح. أعمال الرسل 28:20 يعلن لنا أن الله أشتري الكنيسة بدمه. اذا، يسوع المسيح هو الله!
قال التلميذ توما للمسيح "ربي والهي" في (يوحنا 28:20)، لم يقم يسوع بانتهاره أو تصحيح ما قاله. ونجد أيضا أن الرسول بولس يشجعنا علي انتظار مجيء الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح في (تيطس 13:2). أيضا انظر (بطرس الثانية 1:1). وفي سفر العبرانيين 8:1، الله الآب يعلن عن الابن يسوع المسيح ويخاطب الابن قائلا " ان عرشك يا الله الي ثابت الي أبد الأبدين، وصولجان حكمك عادل ومستقيم ".
وفي رؤيا يوحنا، أوصي الملاك يوحنا الرسول بأن يعبد الله وحده (رؤيا 10:19). ونري انه من خلال الأحداث المدونة في الكتاب المقدس أن يسوع المسيح تلقي العبادة (متي 11:2، 33:14، 28: 9 و 17، لوقا 52:24، يوحنا 38:9). ومع هذا نجد أن المسيح لم ينتهر الناس أو اتباعه لعبادتهم أو مجاهرتهم بأنه الله. ان لم يكن يسوع المسيح هو الله لفعل مثل الملاك في سفر الرؤية وانتهر من يعبد غير الله. وهناك أيضا كثيرا من الآيات الأخري الموجودة في الكتاب المقدس التي تثبت الوهية يسوع المسيح.
السبب الرئيسي الذي لأجله كان لابد ليسوع المسيح أن يكون هو الله، هو: ان لم يكن المسيح هو الله المتجسد فاذا موته لم يكن كافيا لرفع خطيئة العالم وتحمل العقاب الواجب علي البشرية كلها (يوحنا الأولي 2:2). الله وحده هو القادر أن يدفع عنا هذا الدين العظيم (كورنثوس الثانية 21:5). الله وحده هو القادر أن يمات وان يقام معلنا انتصاره وغلبته علي الخطيئة والموت.
احبتي يجب عليكم ان تعلموا بان المسيح ابن الله الحي .. هو الله
وهذا العبارة قالها الرسول بطرس وعلى اساس هذا الايه صار بطرس هو الصخرة التي بنه به يسوع كنيسته ... لذالك لايجب علينا ان نشك بان المسيح هو االله وكلام المسيح يعبر عن ذاته عندما قال انا والاب واحد كذالك قال من نكرني امام الناس انكره امام ابي الذي في السموات ...
يتبين لنا من هذا الايات بان المسيح هو ابن الله وهو الله الحي الذي جاء الى العالم لكي يفدينا من الموت .
صديقي حاول ان تقف وقفة جادة مع نفسك ... الى متى سوف تستمر تعيش حياه الضياع ...؟؟؟؟
لذالك يجب عليك ان تؤمن بالرب يسوع وان تظمن لك مكان في الحياه الابديه مع الرب يسوع له كل المجد

 

قصة روحية:  القناعة كنـز لا يفنى                                    الآباء الساليزيان

كان رجل قروّي يعمل حجّارًا، وكان يجلس كل صباح ينقر الحجر ويكسب عيشه وعيش أولاده. ويوما ما، سمع صوت جنود يقتربون منه، ويفتحون الطريق لشخص مهم كان سيمرّ من هناك. سأل: "من هو الشخص المهم الذي سيمرّ"؟ قالوا له: "إنّه وزير". شعر الرجل بالغيرة، وطلب من الله أن يحوّله إلى وزير... فحوّله الله إلى وزير. وبدأ يسير ويتخايل.

وذات يوم، أتى خبرٌ أن الملك سيمرّ. فاصطفّ الوزراء باحترام، ليمر الملك. شعر الرجل الذي أصبح وزيرا أن هنالك من هو أهمّ منه، فشعر بالضعف وطلب من الله أن يحوّله ملكا. وكان له ذلك.

وذات يوم، أراد الرجل/الملك أن يذهب إلى الصيد، فرافقه الخدم وفتحوا الطريق أمامه كي يصيد. وإذ بالسماء ترعد والمطر ينهمر فخاف الملك واختبأ. عندئذ شعر الرجل/الملك أن هناك من هو أقوى منه. فطلب من الله أن يصبح غيمة تحمل المطر لأن الملك نفسه يخاف من الغيمة. فكان له ذلك. سارت الغيمة في السماء، وأخذت تلقي المطر على الأرض وتنظر برضى إلى الناس يتراكضون كي يحتموا من المطر. لكنها رأت أن الماء عندما يسقط على صخرة كبيرة، كان يرتدّ عنها عاجزًا عن اختراقها. شعر الرجل/الغيمة أن هنالك من هو أقوى منه ويتحدّاه. فطلب من الله أن يتحوّل إلى صخرة كبيرة. فكان له ذلك...

وقفت الصخرة شامخة أبيّة تتحدّى المارّين والغيم وعناصر الطبيعة، إلى أن أتى يوم، اقترب عاملٌ حجّار من الصخرة وبدأ يكسّرها بإزميله الحاد حتى تحوّلت إلى قطع صغيرة.... شعر الرجل/ الصخرة أن هناك من هو أقوى منه، فطلب من الله باتّضاع أن يعود حجّارًا كما كان. فكان له ذلك


حزيران - June
الـعـــدد (88)


القراءات الطقسية

صلاة لموسى رجل الله – يارب ملجاً كنت لنا في دور فدور من قبل أن تولد الجبال أو أبدأت الأرض و المسكونة منذ الأزل إلى الأبد أنت الله ترجع الإنسان إلى الغبار و تقول أرجعوا يا بني أدم لأن ألف سنة في عينيك مثل يوم أمس بعد ما عبر و كهزيع من الليل جرفتهم كسنة يكونون بالغداة كعشب يزول بالغداة يزهر فيزول عند المساء يجز فيبس

الأحد  الأول بعد عيد الصعود:   5 /6/2011

سفرإشعيا(6: 1-13) ويل لي إني هلكت لأني إنسان نجس الشفتين و أنا ساكن بين شعب نجس الشفتين...

رسالة فيلبي(1: 27-2: 11) فقط عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح أنكم تثبتون بروح واحد مجاهدين بنفس واحدة.

إنجيل القديس مرقس(16: 9-20)والآيات هي يخرجون الشياطين باسمي–يتكلمون بالسنة جديدة-يشفون المرضى..

 عيد العنصرة  . الأحد الأول من الرسل:  12/6/2011

سفرالخروج(19: 1-9 20: 18)فقال الرب لموسى أنتم رأيتم ما فعلت بالمصريين وأنا حملتكم على أجنحة النسور

رسالة 1 كورنتوس(12: 1-27) وأما أنتم فجسد المسيح و أعضاؤه أفراداً منهم رسلاً وانبياء ومعلمين ثم قوات...

إنجيل القديس يوحنا(14: 15- 25)إن كنتم تحبونني فاحفظواوصاياي وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً الى الأبد

الأحد الثاني من الرسل   :  19/6/2011.

سفر أعمال الرسل(4: 5 -22)فلما رأؤا مجاهرة بطرس و يوحنا ووجدوا أنهما عديما العلم و عاميان تعجبوا منهما

رسالة 1 كورنتوس(5: 6-6: 11) أم لستم تعلمون أن الظالمين لا يرثون ملكوت الله ؟  

 إنجيل القديس لوقا(7: 31-53) امرأة خاطئة تبل قدمي الرب بدموعها و تمسحهما بشعراها و تدهنهما بالطيب .

الأحد الثالث من الرسل    :  26/6/2011.

سفر إشعيا(1: 1-9) رؤيا إشعيا بن أموص التي رأها على يهوذا وأورشليم في أيام عزيا و يونام وآحاز و حزقيا.

رسالة 1 كورنتوس(7: 1- 7) كل واحد له موهبته الخاصة من الله الواحد هكذا و الآخر هكذا.

إنجيل القديس لوقا (10: 23-42) السامري الرحيم الذي صنع خيراً لعدوه اليهودي الجريح الذي اهمله الكاهن

 

الروزنامة الشهرية

الأحد 

    1   أيار  2011      

بدء الشهر المريمي –عيد مار يوسف شفيع العمال- صلاة الوردية 5,15مساءً (اللويبدة)

تطويب قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني والذي قاد الكنيسة الجامعة لمدة 26 سنة

الإثنين

    9   أيار  2011

تذكار الربان هرمزد  و ديره في القوش  شمال العراق

الأحد

  15   أيار  2011

تذكار العذراء مريم حافظة الزروع – و عيد سلطانة مادوخت في قرية أرادن

الأحد

  22   أيار  2011

تذكار مار أدي رسول كنيسة المشرق – عيد القديسة ريتا  .

الثلاثاء

   31  أيار  2011

ختام الشهر المريمي – تذكار مريم العذراء ملكة الكون

 

الموضوع : مزار سيدة الجبل في عنجرة  و الاماكن الدينية في محافظة عجلون  شمال الأردن

تزخر محافظة عجلون بالكثير من المواقع السياحيه والاثريه اضافه الى تميزها بطبيعه فريده اذا ما تم مقارنتها بباقي محافظات المملكة حيث تحتوي على عشرات المناطق السياحيه والاثريه والدينيه ، فجبال عجلون تتميز بروعة المنظر وبهاء اشجارها مما اكسبها جمالا طبيعيا فريدا واينما يذهب الزائر في
المحافظه يجد الهواء النقي والخضره الدائمه .
مدير سياحة عجلون الدكتور بسام توبات قال ان مدينة عجلون تتميز بمناخ فريد من نوعه في المملكه فالطقس معتدل صيفا وبارد شتاءا ما يشجع على جذب السياح الى المنطقه على مدار السنه اضافة الى الطبيعه الجبليه المتباينة الارتفاع بتضاريسها الخلابه ومخزونها من الاشجار الحرجيه الكثيفه ووجود عشرات المواقع الاثرية والتي من اهمها قلعة عجلون ، ومسجد عجلون الكبير ، ومار الياس وكنيسة سيدة الجبل .
واضاف توبات ان السياحه في عجلون تقسم الى عدة اقسام اهمها السياحة الاثريه والتي تتركز في قلعة عجلون الواقعة في الجنوب الغربي من المدينة وترتفع 1023 م عن سطح البحر بناها عز الدين اسامة ، احد قادة صلاح الدين الايوبي عام 580 هـ : 1184م، وتشرف على المعابر الرئيسه في المنطقة ويعتبر موقعها استراتيجيا لانها تسيطر على طرق المواصلات بين سورية وجنوب الاردن وكان الهدف من بنائها رصد تحركات الصليبيين واحيطت من الخارج بخندق يبلغ متوسط عرضه (16) م ويتراوح عمقه من 12-15 م استعمل كحاجز يحول دون الوصول والاقتراب من الجدران السميكة واضيف الى القلعة اجزاء اخرى في عهد الولاة والحكام الذين قاموا بادارة امور المنطقة حيث زارها خلال العام الحالي140900 زائر من الاردنيين والعرب والاجانب .
واشار ان عجلون تتميز ايضا بالسياحة الدينية لوجود مسجد عجلون التاريخي الكبير الذي يعود الى العهد الايوبي والمملوكي والذي امر ببنائه الملك نجم الدين ايوب سنة 645 هـ : 1247 م وعددا من المقامات الدينية منها مقام سيدي بدر ومقام الخضر ومقام البعاج والتي تقع في عجلون ومقام عكرمة في منطقة الوهادنة ومقام علي المومني في منطقة عين جنا ومقام الصخراوي في منطقة صخرة ومقام محبوب في منطقة عين جنا اضافة الى كنيسة مار الياس والتي تقع على بعد 9 كم شمال غرب مدينة عجلون والتي تعد من المناطق المقدسة في ربوع محافظة عجلون حيث ان أبناء الطائفة المسيحية في كافة أنحاء الأردن يجتمعون في كل عام لرفع الصلوات والدعوات في هذا المكان المقدس للدعوة للسلام والأمان والاستقرار.
واوضح توبات ان تل مار الياس هو عبارة عن تل صغير يرتفع عن مستوى سطح البحر حوالي (900)متر سمي بهذا الاسم لارتباطه بالنبي ايليا الذي ورد ذكرة في القران الكريم وفي كتاب العهد القديم .ومما يعزز هذه التسمية العثور على نص كتابي باللغة اليونانية فوق أرضية الفسيفساء ,حيث يذكر النص الكتابي النبي الياس بالاسم وبان أرضية هذه الكنيسة الفسيفسائية قد قدمت تكريما له ,وكما يعتقد بان قرية"لستب" التي تقع على بعد نصف كيلومتر إلى الغرب من موقع الكنيسة هي بالأصل منطقة تشبه التي ورد ذكرها في كتاب العهد القديم وتمثل مسقط راس النبي الياس_عليه السلام_إلا أنة وحتى هذه الفترة لا يوجد أي دلائل أثرية تدل على أن الموقع يرجع إلى فترة العصر الحديدي وهي الفترة التي عاش فيها النبي الياس عليه السلام والواقعة ما بين (910- 068ق.م) وللوقوف على حقيقة هذه المنطقة لا بد من عمل مجسات اختباريه في المنطقة لمعرفة ما إذا كانت مشغولة في العصر الحديدي أم لا.
واضاف ان دائرة الآثار العامة قامت بإجراء تنقيبات أثرية في منطقة مار الياس وقد ابتدأ العمل في هذه التنقيبات في موسم(1999م),و تم الكشف عن كنيسة ضخمه بمساحة تبلغ حوالي (1340م2),ترجع إلى بداية القرن السادس الميلادي حيث رصفت أرضيتها بالفسيفساء الملونة .كما تم الكشف في موسم (2001م)عن كنيسة أخرى اصغر حجما من الكنيسة الأولى وتقع بمحاذاتها من الجهة الغربية ,ويعتقد بأنها ترجع إلى فترة أقدم من الكنيسة الأولى .
ولقت توبات ان
كنيسة سيدة الجبل الواقعة في منطقة عنجرة تعتبر ايضا من اهم المواقع السياحية الدينية في عجلون والتي يعتقد وبحسب التقليد المسيحي بأن السيد المسيح ووالدته القديسة مريم العذراء امضو فترة وجيزة في احد كهوف عنجره و كان السيد المسيح و تلاميذه ينتقلون في المدن العشرة متجولين بين كفرنجه و عنجره و نادى السيد المسيح في عنجره بمنع الطلاق (ما جمعه الله لا يفرقه انسان) و كان السيد المسيح من خلال تجواله في المدن العشرة يسلك الطريق بين الناصرة و القدس عن طريق الاغوار مارا بأم قيس و طبقة فحل ثم عنجره و جرش و منها لنهر الاردن في المغطس حيث كان يوحنا المعمدان و كان يسلك هذه الطريق للابتعاد عن يهود السامرة الذين كانوا يريدون قتله.
واضاف ان كنيسة سيدة الجبل تعود إلى القرن الرابع الميلادي و تمت اقامة الكنيسة الجديدة على موقعها الحالي عام 1932 و أحضر تمثال قديم من الخشب للسيدة العذراء و نصب في الكنيسة و في عام 1971 م بني كهف داخل الكنيسة ووضع التمثال الخشبي و يذكر بأن سيدة ايطاليا ضريره تدعى فلوتورا وضعت كتابا باللغة الايطالية منذ عقود حيث تذكر فيه رؤيتها لمجرى السيد المسيح و تفاصيل إقامته في عنجره مما عزز اهمية الكنيسة و أيضا قام الرسام الايطالي ميكاليني برسم جداريه تمثل حياة المسيح في عنجره و قام بإلباس التمثال بالحرير الموشح بالذهب و يعد مزار سيدة الجبل من المواقع الخمس المعتمده من الفاتيكان للحج المسيحي.

من جهة اخرى قال توبات ان عجلون تمتاز بطبيعتها الخضراء ما يشجع على السياحه البيئه ( الطبيعيه ) والتي تكثر في كل من منطقة اشتفينا والتي تعتبر من أهم مناطق الجذب السياحي لما تتميز به من وجود غابات البلوط (السنديان) والأعشاب والأزهار البرية كما أنها من أجمل المناطق التي تهطل عليها الثلوج في الأردن ومحمية عجلون والتي تعتبر من إحدى المحميات التابعة للجمعية الملكية لحماية الطبيعة, حيث تأسست سنة 1989 م بمساحة 12000 دونم, وتقع على بعد 8 كم شمال غرب مدينة عجلون, ويحيط بها عدد من البلدات والقرى (أم الينابيع, عرجان, راسون, الطيارة, باعون, محنا), وتتراوح الارتفاعات فيها ابتداء من (700 وحتى 1500 م) فوق سطح البحر, ويسودها نمط نباتي يسمى نمط غابات السنديان مستديمة الخضرة يتخللها أنواع شجرية وشجرية وعشبية أخرى نامية على تربة حمراء متوسطة ناشئة على صخر كلسي. ومنطقتي عبين وعبلين واللواتي تعتبران المكان المفضل لإقامة وتخييم معظم السياح العرب, لأنها المكان الأكثر ارتفاعا في عجلون حيث لا يعرف الناس حرارة الصيف وشلالات زقيق وشلالات راجب ووادي الطواحين في كفرنجة .

 

قصة روحية:  الحلم                                    الآباء الساليزيان

في الحلم رأيت نفسي أسير على شاطئ البحر وبجانبي يسوع المسيح. كنا نسير معًا وهو بقربي وأنا بقربه. نظرت إلى الوراء، فرأيت آثار أقدامنا باقية على الرمل. كانت هناك آثار أقدام شخصين، وفي بعض الأحيان، آثار أقدام شخص واحد. وعندها رأيت حياتي الماضية تمرّ أمام عينيّ كالشريط السينمائي. ولاحظت أن آثار الشخص الواحد توافق الأيام التي كنت أعيش فيها شدّةً من الشدائد: أيام المحن والتجارب، أيام اليأس والملل، أيام الحقد والغضب، أيام المعصية والخطيئة.

نظرت إلى يسوع وعاتبتُه:

- "أهكذا تتركني أيام الشدّة؟ في الأوقات التي كنت فيها محتاجًا إليك؟".

فنظر إليّ بحنان وقال:

- "في الأيام الصعبة هذه، كنتَ أنتَ تعبًا ولا تقوى على السير، وكنتُ أنا أحملك"... وتلك الآثار الواحدة التي رأيتها هي آثار قدماي


تموز - July
الـعـــدد (89)


القراءات الطقسية

يقول الرب  أن تنذر الذين يستغلون المساكين و تؤكد على أن الظلم لن يطول .

الأحد  الرابع من الرسل:   3 /7/2011

سفرتثنية الاشتراع(1: 16-33) و أمرت قضاتكم أن يقضوا بالحق بين الانسان و أخيه و نزيله لأن القضاء لله.

رسالة 1 كورنتوس (9: 13-27) التبشير الحقيقي و الوجداني في اعلان الانجيل الويل لي إن لم أبشر .

إنجيل القديس لوقا(6: 12-46) اختيار التلاميذ الأولين و عيش التطويبات و الابتعاد عن الويلات لنيل الملكوت

الأحد  الحامس من الرسل:   10 /7/2011

سفرتثالاشتراع(1: 33-46)لن يرى إنسان من هؤلاء الناس من هذا الجيل الشريرالأرض الجيدة لبعدهم عن الله

رسالة 1 كورنتوس (14: 1-19) على الانسان أن يستغل مواهبه لبنيان الكنيسة  .

إنجيل القديس لوقا(12: 16-34) الرجل الناقص الرأي الذي يتمسك بالخيرات المادية و ينسى وجود الله .

 الأحد السادس من الرسل:  17/7/2011

سفرأشعيا(2: 1- 19) يا بيت يعقوب هلم فنسلك في نور الرب فإن لرب الجنود يوماً على كل متعظم و عال

رسالة 1 كورنتوس(10: 14-32) فإننا نحن الكثيرين خبز واحد جسد واحد لأننا جميعنا نشترك في الخبز الواحد

إنجيل القديس لوقا(12: 57- 13: 17)الثمر الصالح يمنح البركة والرب يشفي المرأة المنحية الظهر يوم السبت  

الأحد السابع من الرسل   :  24/7/2011.

سفر تثنية الاشتراع(4: 10 -24)اجمع لي الشعب فاسمعهم كلامي ليتعلموا أن يخافوني كل الأيام وهم في الحياة

رسالة 1 كورنتوس(15: 1-23)الانسان المؤمن و الملتزم لا يتزعزع من علاقته مع الرب مهما كانت الصعوبات  

 إنجيل القديس لوقا(13: 22-35) اهمية المثابرة و بذل الذات من اجل اتباع الرب يسوع الى النهاية.

الأحد الأول من الصيف    :  31/7/2011.

سفر أعمال الرسل(5: 12-32) الصعوبات التي واجهت التلاميذ و لكن الروح كان معهم في اعلان الانجيل  

رسالة 1 كورنتوس(4: 9- 16) حمل البشرى الخلاصية لابد من التضحية بالذات من اجل الايمان .

إنجيل القديس لوقا (14: 1-14) يقول يسوع الشريعة و السبت لاجل الانسان الذي هو صورة الله و ليس العكس

 

الروزنامة الشهرية

الجمعة

    1  تموز  2011      

تذكار قلب يسوع الأقدس

السبت

    2  تموز  2011

تكريس 13 عضو جديد في أخوية قلب يسوع الأقدس (الساعة 6 مساءً –جبل الحسين)

الأحد

    3  تموز  2011

عيد القديس توما الرسول شفيع البطريركية الكلدانية – ختام شهر قلب يسوع.

الجمعة

  15  تموز  2011

تذكار الشهيدين الطفل مار قرياقس و أمه يوليطي   .

الثلاثاء

  26  تموز  2011

تذكار القديسة حنة والدة العذراء مريم .

الأحد

 31   تموز 2011

أحد نوسرديل (تذكار الإثني عشر رسولاً)

 

الموضوع : المثليّة الجنسيّة (الشذوذ ) في تعاليم الكنيسة.        (الأخ مارتن عيد ر.م.م)

يستيقظ عالمنا من جديد على آفةٍ خُلقية، قديمة جديدة، هدفها الإطاحة بما بقيَ للإنسان من قُدسية وفرادة، تندرج في مشروع تشويه صورة الكائن البشريّ الذي خُلق على صورة الله وكمثاله، تحت شعار الحريّة والإنفتاح لا بل الإنفلات... ففي عالمٍ تتزايد فيه المطالبة بحقوق ليست بحقوق، وتُرفع الشعارات المضلِلة والموجَّهة، تقف الكنيسة، بعطف الأم وبصرامة الأب، لتقول لا... لا للخطيئة، لا لتشويه صورة الإنسان واستعباده، لا للإنخراط في مشروع هدم الإنسانيّة...والترويج للمثلية الجنسية وحريّة عيشها، تدخل في هذا الإطار، من دون الإلتفات الى مشاعر هؤلاء الأشخاص المثليين ورغبتهم في النهوض من مشكلتهم كأفراد قد اعتبرَتهم مجتمعاتهم من الشذوذ، فراحوا يبذلون كل ما بوسعهم لفرض أفكارهم "الإنتقامية" من الذات والمجتمع، سائرين في تيّار السهولة، رافضين دخول الملكوت من الباب الضيّق!فما هي المثليّة الجنسيّة؟ هل ذكرها الكتاب المقدس؟ كيف نتعامل معها؟ وما موقف الكنيسة الكاثوليكيّة منها؟... أسئلة عديدة نحاول الإجابة عنها في بعض السطور، وطبعاً من خلال تعاليم الكنيسة المقدّسة. "المثليّة الجنسيّة، هي انحراف خطير... غالباً ما تكون نتيجة تربية أو تأثيرٍ ما خاطئ من البيئة التي ينتمون اليها المثليون، وعلينا قبولهم بإحترام ومساعدتهم على تخطّي انحرافهم وتحمل مشقّاتها! يجب الفصل بين الميول الجنسيّة وبين الأفعال الصادرة عن المثليّة الجنسيّة... فإن المجتمعات التي تعتبر المثليّة الجنسيّة أمراً طبيعياً، هي مجتمعات مصابة بمرض التضليل!" (أساقفة فرنسا، التعليم المسيحي للبالغين، 1991 بند 607).إن العهد القديم في الكتاب المقدّس، يُشدّد على أنّ الله خلق الإنسان "ذكراً وأُنثى" (تك 1  /  28) لكي يتكاملا، "يترك الرجل أباه وأمّه ويلزم امرأته فيصيران جسداً واحداً" (تك 2 /24)؛ رافَضاً الشذوذ الجنسيّ رفضاً قاطعاً، موضِحاً أنّه قد "تكاثَر في الأرض العاهرون ذوي الشذوذ الجنسيّ" (1مل 14/24)، اللذين "يمارسون الشذوذ الجنسيّ كجزء من عبادتهم الوثنيّة" (1مل 15/12). وقد صادق المسيح يسوع على هذا في العهد الجديد بقوله: "أما قرأتم أن الذي خلق من البدء، خلقهما ذكرا وأنثى وقال من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدا واحدا.. فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان" (متى 19: 4-6).وأيضاً جاء في تعاليم الرسل، "أنّ الفُجّار لا يرثون ملكوت الله! لا الفاسقون ولا الزناة ولا المخنّثون ولا اللوطيّون... يرثون ملكوت الله" (1قور 6/9-11) "فالشريعة لم تُسنَّ للبارّ، بل لسافكي الدماء والزناة واللوطيّين(مضاجعي الذُّكران) والنخّاسين(المتاجرين بالناس)" (1طيم 1/8-11)، اللذين اسْتبدلوا الباطل بحقيقة الله واتّقوا المخلوق وعبدوه بدل الخالق...، فاستبدلت إناثهم بالوصال الطبيعيّ الوصال المخالف للطبيعة، كذلك ترك الذُّكران الوصال الطبيعيّ للأُنثى والْتهب بعضهم عشقاً لبعض فأتى الذُّكْران الفحشاء بالذُّكْران فنالوا في أنفسهم الجزاء الحقّ لضلالتهم"(رو1/20-32).هناك أنواع مختلفة من المثليّة الجنسيّة "فقد اتخذت المثليّة الجنسيّة أشكالاً متنوّعة جدّاً. فمرافقة المثليين تعتمد على النظرة الشاملة والواضحة لتطور الحياة الجسديّة والنفسيّة في سنين الطفولة والمراهقة التي قد تشهد على بعض الأفعال الجنسيّة الشاذة. لهذا،  "هناك عددٌ لا يُستهان به من الرجال والنساء الذين يشعرون بميولٍ مثليّةٍ عميقة. وهم لم يختاروا حالتهم، بل هي محنة بالنسبة لمعظمهم. فيجب تقبّلهم باحترام وتعاطف وشفافيّة. ويجب تحاشي أي بادرة تمييز مجحف بحقّهم..." (التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة - 2358). لهذا نقول أن "الميول المثلية ليست بخطئ أخلاقيّ وليست بخطيئة، إنما ارتكاب الأفعال المثليّة هي ضدّ تعاليم الكنيسة التي تصفها بالشاذة... شاذة بالنسبة للقاعدة الطبيعيّة أي العلاقة الجنسيّة التي تتم بين أشخاص من جنس مختلف وليس من الجنس نفسه... أن يكون الشخص مثلياً ليس جيداً من الناحية الاخلاقيّة ولا سيّئاً، إنما الأفعال الصادرة عن المثليّة الجنسيّة، ومن الناحيّة الاخلاقيّة هي خاطئة!" (مقال للكاردينال بازيل هيوم، 1995) ولطالما أعلن التقليد الكنسيّ أنّ الممارسات المثليّة مُنحرِفة في حدّ ذاتها. إنّها تعاكس قانون الطبيعة وتُغلق الفِعل الجنسيّ عن إعطاء الحياة. وهي لا تنشأ عن توافق حقيقيّ على المستوى العاطفيّ والجنسيّ ولا يمكن الموافقة عليها في أيّ حال مِن الأحوال" (التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة - 2357).فإن لم تكن ميولهم من مسؤوليتهم، إنما المؤكد أن إدارتها بشكلٍ خاطئ هي من مسؤوليتهم، لذلك وإن "كانوا مسيحيّين، فهم مدعوون لأن يُوَحِّدوا مع ذبيحة صليب الربّ الصعوبات التي قد تواجههم بسبب وضعهم" (التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة - 2358). "فالمثليّون مدعوّون إلى الطّهارة، وهم قادرون على التقرّب تدريجيّاً وبعزم إلى الكمال المسيحيّ، ومُلْزَمون بذلك، مستعينين بفضائل السيطرة على الذات، التي تُربّي فيهم الحُرِيّة الداخليّة، وأحياناً بمؤازرة صداقة نزيهة، وبالصلاة والنعمة المُتأتّية عن ممارسة الأسرار" (التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة - 2359). لذا فتحديد الأشخاص من خلال ميولهم، هي نوع من أنواع الإجحاف بحقّهم وهي نظرة غير مسيحية تجاههم. إنّ ظهور ميول مثليّة عند الأشخاص، لا ينفي أبداً الفضائل والأعمال الصالحة التي قد تكون غير ظاهرة في بعض الأحيان، إنما موجودة وجاهزة للازدياد. فالمسيح، لم يحدد الأشخاص بأحداث أو صفات قد انطبعت فيهم، إنما دعاهم بأسمائهم ليتبدّلوا ويُطلّوا الى العالم من نافذة حريّة أبناء الله، وزكّا والسامريّة التي التقاها يسوع هي خير مثال على ذلك

يسوع يُبغض الخطيئة ويُحبّ الخاطئ محبة بلا حدود، محبّة غافرة... هذا أيضاً هو موقف كنيسة يسوع... ها هي اليوم حاضرة لتساعد بكل ما لها من إمكانيّات كل من يلتجئ إليها، طالباً المساعدة. وهي على يقين أنّه خلف السعادة المزيّفة والمقنّعة التي يعيشها كل شخص استسلم لشهوات الجسد، هناك حزن عميق، ليس بسبب نبذ المجتمع له وحسب، إنما لأسبابٍ داخليّة إيمانيّة وأخلاقيّة... فعلى الرغم من جميع الصعوبات، لاسيّما في ما خصّ الميول، فالجميع قادرين على حملها كصليب مطهرّ وجسر عبور، ليس فقط في عيشها بعفّة، بل الخلاص منها أيضاً بنعمة سماويّة والإعتراف أن ما من مستحيل عند الله.

 

قصة روحية:  الوريث                                    الآباء الساليزيان

عاش في إحدى المناطق السهلية مزارعٌ كبير يملك أراضيَ شاسعة. وكان يسكن مع امرأته وابنه الوحيد في قصر كبير تتواجد فيه كل مستلزمات الراحة والرفاهية. وفي أحد الأيام، دعا المزارع ابنَه الوحيد وقال له أنه يريد أن يورثه كل ما يملك، قبل أن يموت، لكنه طلب منه أن يسافر إلى المدينة ويعمل بعرق جبينه مدّة أسبوعين ليتعلّم معنى الجهد والتعب في كسب المال، وأن يعود إليه بعد أسبوعين ويقدّم له ما كسبه من تعب جبينه.
لم توافق الوالدة على هذا العرض، وحاولت إقناع زوجها بالعدول عن ذلك، دون جدوى. فذهبت إلى ابنها وأعطته صرّة من النقود تكفيه للعيش في المدينة دون جهد. انقضت المدة فعاد الشاب إلى البيت ودخل إلى أبيه وأعطاه صرّة النقود وقال له:
- "لقد لبّيت طلبك وعملت في المدينة، وإليك ما جنيت".
فأخذ الوالد صرّة النقود وألقاها في نار الموقد ونظر إلى ابنه وقال: "أنت كاذب لأنك لم تعمل في المدينة".
حزن الولد وذهب ليشكي همّه إلى أمّه، فطمأنته أمّه وأعطته نقودًا أخرى وقالت له: "عد إلى المدينة، وعش كما تريد، ثم ارجع إلى أبيك بثياب رثّة وسخة ليقتنع أنك عملت". وهكذا كان. عاد الولد بعد أسبوعين ودخل على أبيه بثياب وسخة وقال له: "إليك ثمرة تعب يديّ". فأخذ الوالد صرّة النقود ورماها في موقد النار وقال لابنه: "أنت كاذب، فأنت لم تعمل في المدينة".
عاد الولد إلى المدينة وصمّم على العمل. وبعد أسبوعين عاد إلى أبيه وقدّم له صرّة النقود التي كسبها. فأخذها الوالد ورماها في موقد النار. وقبل أن ينظر الوالد إلى ابنه أو يقول شيئا، انطلق الولد بسرعة إلى الموقد ومدّ يده في النار وانتشل الصرّة بما فيها وقال لأبيه: "أيّ مبذّر أنت؟ لقد عانيتُ الأمرّين كي أحصل على هذه النقود، وأنت ترميها في النار؟".
فنهض الوالد لتوّه وضمّ ابنه إلى صدره وترقرقت الدموع في عينيه وقال: "الآن أستطيع أن أورثك مطمئنّا، لأنّك أصبحت تعرف قيمة المال".


آب - August
الـعـــدد (90)


القراءات الطقسية

يقول تجلَّيتَ أَيُّها المسيحُ الإلهُ على الجبل، فأظهَرْتَ مَجدَكَ لتلاميذِكَ على حَسَبِ ما استطاعوا. فأضِئْ لنا أيضاً نحنُ الخطأةَ بنورِكَ الأزليّ. بشفاعةِ والدةِ الإله. يا مُعطيَ النُّور المجدُ لك

الأحد  الثاني من الصيف:   7 /8/2011

سفرأشعيا(2: 16-4: 6)تقيم مقارنة بين من ينكرالله في سبيل مجد اني ومن يبقى أميناً على مبادئه للمجد الأبدي

رسالة 2 كورنتوس (3: 4-18) تدعو الى وضع كل ثقتنا بيسوع واكتشاف عمل الروح ما وراء الحرف .

إنجيل القديس لوقا(15: 4-31) الابن الضال – الله أبونا رحوم و غفور الى ما لا نهاية  و علينا أن نغفر لبعضنا

الأحد  الثالث من الصيف:   14 /8/2011

سفرأشعيا(5: 1-7 ) تنقل نشيد الكرمة– علاقة الله مع شعبه  مثل الفلاح مع كرمه علاقة حب و ارتباط و متابعة

رسالة 2 كورنتوس (7: 1-11) الرسول بولس يدعو أهل المدينة الى الثقة الكاملة بمواعيد الله والثقة فيما بينهم

إنجيل القديس يوحنا(9: 1-38)شفاء المولود أعمى أنها معجزة نقله من الجهل الى نور الايمان مثل نور العماد

 الأحد الرابع من الصيف :  21/8/2011

سفرأشعيا (6: 8- 21) تشير الى عدم استجابة الشعب لنداء الله و استمراره في عيش النفاق.

رسالة 2 كورنتوس(10: 1-18) تدعو الى بذل كامل للذات للمسيح الذي قدم نفسه من اجل خلاصنا.

إنجيل القديس مرقس(7: 1- 23) تدعوالى تخطي المفهوم الضيق للحلال و الحرام و العودة الى العلاقة مع القلب

الأحد الحامس من الصيف    :  28/8/2011.

سفر أشعيا(28: 14 -22) تنقل أقوالاً نبوية تندد بالظلم و الطغيان و تتطلع الى ملكوت المسيح المنتظر .

رسالة 2 كورنتوس(12: 14-21) تنقل رغبة القديس بولس في زيارة جماعة مدينة كورنتوس و تفقد أحوالها .

 إنجيل القديس لوقا(16: 19-17: 10) قصة الغني و العازر المسكين إنه نداء الى اقتسام الخيرات مع المحتاجين

 

الروزنامة الشهرية

الجمعة

    1  تموز  2011      

تذكار قلب يسوع الأقدس

السبت

    2  تموز  2011

تكريس 13 عضو جديد في أخوية قلب يسوع الأقدس (الساعة 6 مساءً –جبل الحسين)

الأحد

    3  تموز  2011

عيد القديس توما الرسول شفيع البطريركية الكلدانية – ختام شهر قلب يسوع.

الجمعة

  15  تموز  2011

تذكار الشهيدين الطفل مار قرياقس و أمه يوليطي   .

الثلاثاء

  26  تموز  2011

تذكار القديسة حنة والدة العذراء مريم .

الأحد

 31   تموز 2011

أحد نوسرديل (تذكار الإثني عشر رسولاً)

 

الموضوع : المسيحيّون في عهد الخلفاء الراشدين والأمويين الأوائل
(الأرشمندريت أغناطيوس ديك)

نعم المسيحيّون في العقود الستة الأولى للفتح بالسلام والطمأنينة. ولم تتبدّل أوضاعهم كثيراً، سوى أنّ الضرائب المترتّبة عليهم أصبحت تدفع إلى العرب بدلاً من البيزنطيّين، وكانت لا تزال محتملة ولم تتزايد وتتضاعف إلاّ منذ الخليفة عبد الملك. ولم تظهر القيود المذلّة للذميّين إلاّ في عهد لاحق لمّا نشأت المذاهب الشرعيّة المتشدّدة. وإنّ نصوص المعاهدات التي تحدّ بعض الشيء من الحرّيات الدينيّة ومن بناء كنائس جديدة ليست كلّها أصيلة وقد وضعت في عهد بدأت فيه المضايقة على الذمّيين. وهناك آثار كنائس جديدة بنيت في القرن السابع.

هناك في دير أيوب جنوب نوى ساكف كنيسة مؤرّخ عام 641 في عهد رئيس الدير ايلياس. في العفر في جبل العرب شيّد معبد للقديس جاورجيوس عام 652، عام 662-663 كرّست موزاييك للعذراء مريم في كنيسة مادبا في الأردن. ودشّنت كنيسة على اسم النبي ايليا في ارمان جبل العرب عام 668 (1).. واستغلّ سرجون بن منصور والد يوحنّا الدمشقي، نفوذه في البلاط الأموي ليبني كنيسة جديدة خارج باب الفراديس بدلاً من الكنائس التي صودرت إبّان الفتح (2) وإنّ معاوية أخذ ٍعلى عاتقه إعادة بناء كنيسة الرها التي دمّرتها الزلازل. (3)

وحافظت المدن على طابعها المسيحي بكنائسها وأديرتها. وكان الفاتحون المسلمون لا يزالون يسكنون في المعسكرات الخاصة في عمواس والجابية ودابق وإنّ عدداً ضئيلاً قطن في المدن واحتلّ البيوت التي أخلاها من التحقوا بالروم.وظلّت الدواوين على ما كانت عليه باللغة اليونانيّة، وكان رئيس الديوان لدى معاوية منصور بن سرجون الذي فاوض الجيوش العربية الإسلاميّة لتسليم دمشق، ثمّ ابنه سرجون والد يوحنّا الدمشقي، ويوحنّا نفسه. وكانت الدنانير البيزنطيّة لا تزال تتداول في بلاد الشام. وإنّ معاوية صكّ عملة جديدة عام 660 بدون الصليب فلم يقبلها الشعب واضطّر لسحبها.وكان القائم على شؤون بلاد الشام معاوية بن أبي سفيان أولا بصفته والياً عليها ثمّ بصفته خليفة بعد موت علي بن أبي طالب وجعل من دمشق مركز الخلافة ومن بلاد الشام قلب الدولة العربيّة.

واشتهر معاوية بحلمه ودهائه وكان متسامحاً مع المسيحيّين ويقال إنه لمّا استلم الخلافة زار الأماكن المسيحيّة في القدس تيمّنا، كنيسة القيامة وقبر العذراء في جتسماني. وإنّ ميسون زوجة معاوية المفضّلة هي من قبيلة كلب المسيحيّة اليمنيّة المرابضة في بادية السماوة وقرب تدمر.

وكانت القبائل المسيحيّة العربيّة أمثال تغلب وتنوخ وكلب لا تزال قويّة وإنّ جيوشها كانت أكبر دعم للأمويّين ضدّ معارضيهم الكثر. وكان الأخطل شاعر بني تغلب النصراني يدافع بشعره عن الأمويّين ويعارض الأنصار. وكان يدخل البلاط والصليب على صدره وكلمته مسموعة. كما كان سرجون ابن منصور شبه وزير المالية يدير شؤون الدولة الأمويّة المترامية الأطراف. وإن يزيد بن معاوية ربي لدى أخواله المسيحيّين في البادية وكان من أهم ندمائه الأخطل ومنصور بن سرجون (يوحنّا الدمشقي).

 تابع عبد الملك في أول عهده سياسة أسلافه، وهادن البيزنطيّين ليتسنى له التفرّغ لقمع ثورة عبد الله ابن الزبير في الحجاز، وكانت القبائل المسيحيّة العربيّة سند الدولة الأمويّة وساهمت في الانتصار الذي حقّقه الأمويّون في معركة مرج راهط عام 684. وكان والده مروان قد احتاط بشرطة خاصة لحمايته مؤلّفة من مائتي مسيحي عربي من منطقة ايلاة العقبة. وكان الأخطل شاعر عبد الملك وسرجون بن منصور رئيس ديوان الماليّة. وعيّن أثناسيوس بن جومايا الرهاوي مساعداً لحاكم مصر.

وغيّر عبد الملك موقفه لمّا نقض يوستينيانوس الثاني البيزنطي الهدنة وكان قد فرغ أمره من عبد الله بن الزبير. وتشدّد في أمور الضريبة المفروضة على الذميّين. وكان الجيل الجديد من المسلمين قد دخل المدن وبدأ يتثقّف، فما عاد يستنسب أن تبقى الدواوين باللغة اليونانيّة وفي أيدي المسيحيّين المحليّين، فبدأ حركة تعريب الدواوين التي أكملها ابنه الوليد وفرض على الموظّفين اعتناق الإسلام أو التخلّي عن وظيفتهم. إنّما لمّا حصل أخطاء في محاسبات الدواوين وإداراتها اضطروا في ما بعد إلى إرجاعهم. وبينما كان الفقهاء ينادون بعدم توظيف النصارى ظلّ الأمراء والحكّام يلجأون لخدمتهم نظراً لأمانتهم وجدارتهم وابتعادهم عن التدخّل في الشؤون السياسيّة.

وصكّ عبد الملك نقوداً جديدة بدون شعار الصليب.

كان عبد الملك متساهلاً مع الأخطل، ومع أنه كان دوماً يلحّ عليه ليشهر إسلامه إلاّ أنه لم يضغط عليه. روي عن عبد الملك أنّه سأل الأخطل: "لِمَ لا تسلم يا أخطل؟ فقال: إن أنت حلّلت عليَّ الخمر ووضعت عني صوم رمضان أسلمت". فقال عبد الملك: "إن أنت أسلمت ثمّ قصّرت في شيء من الإسلام ضربت الذي فيه عنقك" فأجابه الأخطل بشعر يقول

ولست بصائم رمضان يوماً      ولست بآكل لحم الأضاحي

ولست بقائم كالعبد يدعــو                قبيل الصبح حيّ الفـلاح

ولكنّي سأشـربها شمــولاً           وأسجد عند منبلج الصباح

 

فجارى عبد الملك شاعره في مزاجه.

وهناك رواية عن هشام بن عبد الملك لمّا سمع الأخطل يقول:

"وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد ذخراً يكون كصالح الأعمال" فقال له هشام: "هنيئاً لك أبا مالك هذا الإسلام". فقال له الأخطل: "يا أمير المؤمنين ما زلت مسلماً في ديني".

وظلّ الأخطل يقاوم إغراءات عبد الملك. ولمّا دعاه مرّة: " ألا تسلم فنفرض لك في الفيء ونعطيك عشرة آلاف؟ فقال الأخطل: "وكيف بالخمر". وتعلّل الأخطل بالخمر ليس إلاّ وسيلة لحسن التخلّص (4).

أمّا العمّال الذين عيّنهم عبد الملك لاسيّما أخاه محمد والحجّاج، فكانوا أكثر تشدّداً. وإنّ الوالي محمد قتل موعد، زعيم التغالبة لتمسّكه بدينه المسيحي وأحرق جماعة من الأرمن في كنيستهم وحظر ظهور الصلبان في الشوارع.

وخلف عبد الملك ابنه الوليد (705-715)، ويصفه المسعودي بأنّه متسلّط عنيف وظالم (مروج الذهب ج5 ص 361)، وعرفت الدولة الإسلاميّة في عهده أوج توسّعها. تابع إصلاحات والده الإداريّة وأظهر مزيداً من الحماس الديني. وانتزع كاتدرائيّة القديس يوحنّا في دمشق من يدّ المسيحيّين الملكيّين وأقام على أنقاضها الجامع الأموي (5). 

فشل سليمان بن عبد الملك في حصاره لمدينة القسطنطينيّة وانعكس هذا على أوضاع المسيحيّين.

 

عمر بن عبد العزيز (717- 720) كان متديّناً وسار على خطى الخلفاء الراشدين ويقول ميخائيل السرياني في صدده: " منذ توليه الحكم أخذ عمر يسيء إلى المسيحيّين لسببين: أولاً رغبة في تعظيم الشريعة الإسلاميّة، ثانياً لفشل المسلمين في احتلال القسطنطينيّة. وكان يشدّد الخناق على المسيحيّين ليكرههم على اعتناق الإسلام، فاصدر قراراً يقضي بإعفاء من الجزية كلّ مسيحي يعتنق الإسلام فأسلم الكثيرون، كما قرّر عدم قبول شهادة المسيحي على المسلم وعدم تولّية مسيحي في أي مجال، كما منع المسيحيّين من رفع أصواتهم في الصلاة ومن لبس الأخضر وركوب حصان مسرّج. وإذا قتل مسلم مسيحيّاً لا يحكم بالقتل بل بدفع ديّته خمسة آلاف درهم، ومنع تقدمة النذور للأديرة والرهبنات لا بل صادر قسماً من أملاك الكنائس والأديرة والفقراء" (6). هذه القرارات لم تطبّق دوماً كما يستدلّ من إعادة التذكير بها. إنّما ظلّت كسيف مسلّط على رقاب المسيحيّين. وبدأت المذاهب الفقهيّة تحدّد وضاع أهل الذمّة وتضيّق عليهم. يزيد بن عبد الملك (720- 724) أصدر مرسوماً يحظّر تصوير الكائنات الحيّة وحطّم الصلبان والصور في الكنائس. وأخضع الرهبان والكنائس للضرائب التي كانت معاهدات الصلح أعفتهم منها. وشدّد الخناق على الذين لم يتمكّنوا من دفع الجزية.

 

ألغى هشام بن عبد الملك (724- 743) قرارات أخيه التعسّفية وكان مولعاً بالطقوس المسيحيّة ويستمتع بالأناشيد الدينيّة والصلوات التي كانت تتلى أيام الأعياد في الكنيسة الملاصقة لقصره (7). وقد سمح للملكيّين بأن يقيموا لهم بطريركاً في أنطاكية على أن يكون من أهل البلاد.

وقام من بعده الوليد بن يزيد (743 -744) الذي قطع لسان البطريرك الملكي استفانس الثالث ولسان بطرس أسقف دمشق الملكي لأنّهما تعرّضا للإسلام. كما استشهد في الحقبة الأمويّة الثانية عدّة أشخاص مسيحيّين لاسيّما من أصل عربي لتراجعهم عن الإسلام أو التشهير به (بطرس كابيتولياس أو مايوما، عبد المسيح الذي استشهد في الرملة، ميخائيل السابائي، وفارس من إياد من بني حذافه كان هاجر إلى بلاد الروم وأسر لدى غزو القسطنطينيّة وظلّ متمسّكاً بدينه المسيحي فأمر هشام بقطع رأسه. وقد روى قصّته ياقوت الحموي (8).

ونقل مروان آخر الأمويّين مركز حكمه إلى حرّان فاستاء منه السوريّون. وزادت المعارضة في الخراسان والعراق فانتقل الحكم إلى بني عبّاس.

بمعزل عن الموقف الرسمي تجاه الذميّين كانت العلاقات بين المسلمين والمسيحيّين تتّسم بالاحترام والمودّة، وإذا استثنينا موقف جرير الذي كان يعيّر الأخطل لكونه ذمّياً. فلم يكن من إشكال في التعامل بين كافة الفئات، وتشير المصادر الإسلاميّة إلى تزويج المسلمين من مسيحيّات عربيّات على حكم أهلهنّ ومنهم الشاعر الفرزدق الذي تزوّج حدراء بنت زيق بن بسطام الشيباني على حكم أبيها الذي اشترط في مهرها مائة ناقة، وكان أهل حدراء من أشراف النصارى واللافت للنظر في هذا الحادث لوم بعض المسلمين زيق بن بسطام على تزويج ابنته من مسلم لا يليق بها. كما ورد في شعر جرير.بلغت العلاقة بين المسلمين والمسيحيّين العرب درجة من المودّة في ظلّ الأمويّين تتيح للمسيحي العربي أن يكون حكماً للمسلمين. فلطالما قام الأخطل الشاعر النصراني مقام الحكم لقبيلة بكر بن وائل في المسجد وكان الأخطل يدخل المسجد في دمشق فيقف له المسلمون إجلالاً وكان يدخل حمام الكوفة مع المسلمين بكلّ حرّية.

إنّ المكانة الاجتماعيّة المرموقة التي احتفظت بها نخبة القبائل المسيحيّة العربيّة علاوة على نصرتها للأمويّين انعكست على سائر المسيحيّين في بلاد الشام. وإنّ نقمة العبّاسيّين على بني أميّة انعكس سلباً على المسيحيّين المحسوبين من أنصارهم.

 

قصة روحية:  ضرورة الجهد والعمل                                    الآباء الساليزيان

صادف رجلٌ وهو يتنـزّه في الغابة، ثعلبًا فقد قوائمه الأربعة. فحدّث نفسه قائلاً: "كيف يمكن لهذا الثعلب أن يصطاد فريسة ليأكلها؟ وأي دهاء يستعمل كي يحصل على قوته اليومي؟"
وفيما هو يفكّر، رأى نمرًا يسير وفي فمه حَمَلٌ صغير. ووقف النمر بجانب الثعلب والتهم فريسته حتى شبع، ثم راح في سبيله. فتدحرج الثعلب على الأرض حتى وصل إلى بقايا الطعام، فأكل منها حتى شبع أيضا. أُعجب الرجل بما رأى وفكّر قال: "لماذا أتعب وأشقى؟ إن الله يرعى خلائقه ولا ينساها. وما رأيته اليوم يُثبت ذلك".
وجلس الرجل في ظلّ شجرة ينتظر أن يرسل الله إليه طعاما. مرّت ثلاثة أيام، ولم ينل شيئا يسدّ به رمقه. فثار على الله وقال: "أيّ إله أنت؟ تفضّل الحيوان على الإنسان؟ تطعم الثعلب الذي لا يعرف أن يشكر وتنسى الإنسان الذي يعبدك ويشكرك؟"
فجاء صوت من السماء يقول: "أيّ إنسان أنت؟ تنظرُ إلى الثعلب المُعاق لتقتدي به ولا تقتدي بالنمر؟"


أيلول -September
الـعـــدد (91)


القراءات الطقسية

الصليب مثل الشجرة المغروسة في وسط الجنة

أداة للعدالة الإلهية و رمز لمحبة يسوع المسيح للبشرية

الأحد  السادس من الصيف:   4 /9/2011

سفرإشعيا (29: 13-24) تؤكد على العلاقة النابعة من القلب و تصب في القلب بعيداً عن الشكليات و الرسميات.

رسالة 1 تسالونيكي (2: 1-12) تذكر المؤمنين بالانجيل الذي بشرهم به بولس و بأي حرص ينبغي أن يحافظوا.

إنجيل القديس لوقا(17: 5-19) شفاء يسوع لعشرة برص و حالاً يبتعدون عن شكر اله ما خلا الغريب السامري.

الأحد  الأول من إيليا :   11 /9/2011

سفر إشعيا (31: 1-9 ) تدعو الى الثقة بالله الذي يخلص و الى نبذ الاعتداد بالنفس .

رسالة 2 تسالونيكي (1: 1-20) تحرض على رفع الشكر لله باستمرار  .

إنجيل القديس لوقا(18: 35-19: 10) توبة زكا العشار و خلاصه كونه ابن لابراهيم و سماعه لكلام الرب .

 الأحد الأول من الصليب:  18/9/2011

سفر إشعيا (33: 13- 24) تتكلم عن اهتمام الله بشعبه

رسالة فيلبي(1: 27-2: 11) تدعو المؤمن الى أن يمتلىء من البر بيسوع المسيح .

إنجيل القديس متي(4: 12- 5: 16) دعوة الرسل الأولين و ارسالهم الى صيد النفوس .

الأحد الثاني من ايليا   :  25/9/2011.

سفر إشعيا(30: 15 -26) تدعو للسير بحسب تصميم الله .

رسالة 2 تسالونيكي(2: 6-18) تحذر من البطالة و الخلل و تدعو الى العمل و الفطنة .

 إنجيل القديس متي(13: 1-23) مثل الزارع الذي يدعونا الى أن نكون أرضاً جيدة نقبل كلام الله.
 

الروزنامة الشهرية

الخميس

    8    أيلول  2011      

تذكار ميلاد العذراء مريم

الجمعة

    9    أيلول  2011

تذكار مار قرداغ الشهيد   تذكار الشهيد مار شمعون برصباعي الجاثليق +341

الأربعاء

   14   أيلول  2011

عيد ارتفاع الصليب المقدس. القداس الاحتفالي في مقام النبي موسى جبل نيبو 11 صباحاً

الأحد

  25    أيلول 2011

تذكار الشهيد طهمزكرد ( كركوك ) و تذكار الشهيدة مسكنته ( الموصل  )   

 

الشرق : لمن نصلي ...؟                             محامي  ن . ايشوع

 في عالم اليوم, عالم قطع أواصر الأخوة و الصداقة, عالم الخيانة و البجاحة, عالم الأنانية القاتلة بالوصول الى ما نصبوا          اليه بكافة الوسائل, مرددين المقولة المشهورة (( الغاية تبرر الوسيلة)), مستغلين البسطاء أو الجهلاء‘ الذين ساقتهم الأقدار ليكونوا في موقع المسؤولية و هم لا يستطيعون في الحقيقة تحمل مسؤولياتهم تجاه أنفسهم و تجاه أقرب المقربين إليهم, و مساعدة هؤلاء للوصول الى هذه المواقع بتخطيط أناني بحت, ليجعلوا هؤلاء سلالم يتسلق عليها الطفيليين الذين يدعون الإيمان و التواضع, المحبة و التسامح, و هم في الحقيقة لا يمتون بصلة الى كل هذا و ذاك.

قبل أن نسامح و ندعي الخدمة و الإيمان, و نتظاهر بالتواضع و حب الناس, هل سألنا أنفسنا: هل نحن فعلاً مستعدون إيمانياً للمسامحة و المغفرة و نحن دعاة إيمان و تسامح؟ هل طرحنا على أنفسنا سؤالاً مهماً ألا و هو: هل توبنا توبة حقيقية و نتواصل مع ربنا بصدق و أمانة و نحن لا زلنا نمارس أنانيتنا و نكرر أخطائنا اليومية؟ هل سألنا أنفسنا, كم هو حجم الخطيئة التي نرتكبها و نحن نظلم و نضطهد و نقتل و لا نحافظ على حرمة لقائتنا و اجتماعاتنا مع الآخرين و حجم الضرر و الغبن الذي نلحقه بهؤلاء من جراء أفشاء أسرار الذين نعتبرهم أصدقائنا؟ هل سألنا أنفسنا جريمة لعب الدور المخابراتي بنقل ما هب و دب للذين نعتبرهم قدوة لنا و تقبل هؤلاء الرموز لتقاريرنا التي تناقض الإيمان الحقيقي و يستقبلونه بثقة مطلقة على فرض صحتها؟
هل سألنا أنفسنا, قبل أن نصلي للآخرين, علينا أولا الصلاة بقلوبٍ حانية الى رب المجد ليهدينا و يزرع في قلوبنا الإيمان و يمنحنا العزيمة للتخلي عن عاداتنا السيئة و انانيتنا باننا خير الناس و أشرفهم و من ثم يمنحنا قوة المسامحة و المغفرة ؟
هل فعلاً نحن عميان لهذه الدرجة و لا نعلم ما نقوم به من تصرفات بعيدة كلياً عن الله و فيها تقويض لكل أركان الإيمان؟ أم إننا فقدنا الذاكرة و أصبحنا ننسى كل تصرفاتنا اللامسؤولة؟ هل فعلاً أصبحنا بلا عيون, بلا آذان, بلا بصر و لا بصيرة؟
هل سألنا أنفسنا يوماً, إين هم أصدقائنا؟ إين الناس الذين كانوا بجوارنا؟ هل سألنا أنفسنا ما هي أطول مدة أستطعنا إقامة علاقات محبة و صدق مع الآخرين؟ هل سألنا أنفسنا مدى أحترام الآخرين لنا بعد أن ضربنا عرض الحائط القواعد و الضوابط التي يجب أن تسود تلك العلاقات؟

أعزائي قبل أن ندعي الإيمان, و خدمتنا لنشر الأمان, قبل أن نطلق على أنفسنا صفة الأخوة و ملكنا للجنان و نحن نناقض هذه التسمية و نعيش عكسها, علينا أن نتوب توبة حقيقية, علينا رفع الدعاء للرب ليشجعنا على ترك عاداتنا السيئة التي تبث الأنشقاقات بين بني البشر, و نكون بذلك عثرة أمام الذين يريدون الخدمة و لكن أنانيتنا و حبنا لذاتنا تمنعنا من قبول الآخر إشباعاً لغرورنا و حب الظهور أما الناس بمظهر المؤمن و الخادم و المتفاني و المتسامح!
أليس ما نمارسه من أفعال لا إنسانية كالأنانية القاتلة والنميمة و التحريض و و القتل و الإضطهاد بطريقة أو أخرى و نقل الأسرار ينطبق عليه ما جاء في الكتاب المقدس في مت6 : 26 و 28
\"26
ايها الفريسي الاعمى نق اولا داخل الكاس والصحفة لكي يكون خارجهما ايضا نقيا 28 هكذا انتم ايضا من خارج تظهرون للناس ابرارا ولكنكم من داخل مشحونون رياء واثما. \"
عزائي توبوا توبة صادقة و من ثم صلوا لأنفسكم و أطلبوا الرب بصدق و خشوع ليغفر لكم خطاياكم الكثيرة من جراء إساءتكم للاخرين! و من ثم صلوا لإخونكم ان ظلت هناك أخوة!
أخوتي, لماذا لا نرى عيوبنا الكثيرة, أخطائنا الهدامة و ممارسة أنانيتنا القاتلة و غرورنا المريض؟ إلا تستحق حياتنا الأبدية الوقوف عندها برهة و السؤال هل نحن المعنين بما جاء في الكتاب المقدس مت 5:7 ؟
\"5
يا مرائي اخرج اولا الخشبة من عينك.وحينئذ تبصر جيدا ان تخرج القذى من عين اخيك\"

 

قصة روحية:  العفّة

كان راهبان يسيران في طريق العودة إلى الدير، فصادفا فتاة جميلة تلبس ثيابًا نظيفة، وتتزيّن بالحليّ. فحيّت الفتاة الراهبين وقالت: "لقد انهار الجسر ليلة أمس أثناء هبوب عاصفة، وليس من وسيلة لعبور النهر. واليوم تُزّف صديقتي إلى شاب، وأنا ذاهبة لأحضر العرس. لكنّي أخشى النـزول في الماء فتتلوّث ثيابي النظيفة. فهل يمكنكما مساعدتي في عبور النهر؟"

وكان أحد الراهبين عجوزا، فتقدّم من الفتاة وحملها بين ذراعيه وعبر النهر وتركها على جانب النهر الآخر. تبعهما الراهب الثاني صامتًا، وكان شابّا يافعًا، يشعُّ حياة ونضارة. وعندما ابتعدت الفتاة عنهما، بدأ الراهب الشاب يؤنّب الراهب العجوز: "كيف حملتَ هذه الفتاة؟ ألا تعلم أن الشيطان يأتي أحيانًا في هيئة ملاك النور، فيجمّل الخطيئة ويخفيها تحت ستار عمل الخير؟ أتدري ما ستقوله هذه الفتاة لأصدقائها؟ إنها ستفتخر أن راهبًا حملها بين ذراعيه..." وتابع الراهب الشاب تأنيب الراهب الكهل، وهذا لا يردّ جوابًا، حتى وصلا إلى الدير. وقبل أن يعبُرا بوّابة الدير الصغيرة، توقف الراهب العجوز وقال: "اسمعني الآن جيّدًا. يقول أحد المتصوفين أن اقتراف الخطيئة أقلّ خطورة من التفكير فيها أو اشتهائها. فذاك يدوم لحظة وهذا يستمر أيّامًا. أنا لا أريد أن أدافع عن نفسي أو أبرّر فعلي، لكني تركت الفتاة على ضفة النهر.... فإن كنت ما تزال تحملها في فكرك إلى الآن، دعها هنا ولندخل الدير اثنين لا ثلاثة".


تشرين الاول -October
الـعـــدد (92)


القراءات الطقسية

اقبل يا يسوع سجودي و زيارتي لك أنت المحبوس في بيت القربان

و اهلني أن ازورك دائماً و اسجد لك ما حييت مع كافة أبناءك

الأحد  الثالث من ايليا:   2 /10/2011

سفرإشعيا (32: 1-33: 1-6) تبرز حضور الله بين شعبه .

رسالة فيليبي (1: 12-25) الرسول بولس يشدد على الثبات بالبشارة واعلان الانجيل و عدم الاستسلام و اليأس.

إنجيل القديس متى(13: 24-42) مثل الحنطة و الزؤان .

الأحد  الثاني من الصليب :   9 /10/2011

سفر إشعيا (25: 1-8 ) الشكر لله الذي يزيل الدموع من عيون منكسري القلوب .

رسالة فيليبي (3: 1-14) كل شىء عدماً امام محبة الله  .

إنجيل القديس متى(17: 14-27) علينا الاعتماد على كلام الرب و الثقة به  .

 الأحد الثالث من الصليب:  16/10/2011

سفر إشعيا (26: 1- 19) ترسم صورة الانسان البار .

رسالة فيلبي(4: 4-15) فرحنا هو في الله الباقي و الثابت و ليس في الأشياء الآنية و الزائلة .

إنجيل القديس متى(15: 21- 38) ايمان المرأة الكنعانية الوثنية بخلاص ابنتها على يد يسوع المسيح .

الأحد الأول من موسى   :  23/10/2011.

سفر إشعيا(40: 1 -17) الأمل الكبير هو تدخل لله لحماية شعبه .

رسالة 2 كورنتوس(1: 23-2: 1-16) بولس الرسول يتمنى لقاء أهالي كورنتوس للمصالحة بينهم .

 إنجيل القديس متى(20: 1-16) مثل الفعلة الذين استأجرهم رب الكرم و تدعو الى الانفتاح و السخاء.

الأحد الأول من تقديس البيعة   :  30/10/2011.

سفر إشعيا(6: 8 -13) النبي اشعيا يتجاوب مع نداء الله له وسط الصعوبات الكثيرة .

رسالة 2 كورنتوس(13: 28-38) الخدم المتنوعة في الكنيسة

 إنجيل القديس متى(16: 13-19) الاعلان عن الوهية السيد المسيح باعتراف بطرس الرسول
 

الروزنامة الشهرية

السبت

 1 تشرين الأول2011       

تذكار القديسة تريزة الطفل يسوع

الأحد

 2 تشرين الأول 2011

عيد العذراء مريم سلطانة الوردية المقدسة

الثلاثاء

25تشرين الأول 2011

تذكار مار بثيون الشهيد

 

الموضوع :  في أساليب التعليم المسيحي                                                          أ. موريس آكوب

التعليم المسيحي في جوهره هو تربية في الإيمان. إنه فعل إيمان ويقود إلى الإيمان. وهو يدور حول ثلاثة محاور:  ا لمحتوى وهو شخص يسوع المسيح ــ المخاطب وهو التلميذ ــ الأسلوب وهو الطرائق والوسائل الداعمة لها.

 قبل الولوج في صلب الموضوع وهو هنا الأسلوب, أحب أن أقف معكم وقفة قصيرة عند طبيعة التعليم المسيحي.

 التعليم المسيحي هو عملية تلمذه, هو كرازة. وكلمة كرازة في اليونانية تعني أمرين:

  أ‌- رنّ, دوّى, أحدث صدىً.  ب‌- علّم شفهياً.

  إن هذا الأصل للكلمة يلفت انتباهنا إلى عنصرين هامين في التعليم المسيحي:

 الأول: تكون هناك كرازة حقيقية, تعليم مسيحي حقيقي, عندما تجد كلمة الله التي يعلنها المعلم صدىً في قلب التلميذ. فالكرازة هي فعل وردّ فعل. الفعل هو نقل البُشرى, التي هي يسوع المسيح باعتباره رسالة الله إلينا, ورّد الفعل هو جواب التلميذ ،المخاطب على هذه البشرى.(راجع أع:2/14-21) عظة بطرس الأولى .

 بعد نزول الروح القدس على الرسل. وقف بطرس ورفع صوته قال: (( أيها اليهود (...) إنّ يسوع الناصري، ذاك الرجل الذي (...) أقامه الله (...) فليعلم يقيناً آل إسرائيل أجمع أن الله قد جعل يسوع هذا الذي صلبتموه سيداً ومسيحاً(...) (هذا هو الفعل). فلمّا سمعوا ذلك الكلام, أحسّوا أن قلوبهم تتفطّر, فقالوا لبطرس والرسل: ماذا يجب أن نعمل أيها الإخوة؟(هذا هو رد الفعل).

والثاني: (علّم شفهياً), وهذا يعني أن الكرازة تنتقل من شخص إلى شخص, من قلب المعلم إلى قلب التلميذ,وعليه فرأس المال في العملية التربوية هو شخص المعلم, لا الكتاب ولا الطرائق التربوية.

  أساليب التعليم المسيحي : الطرائق (المنهجيات)  أ‌- يقول أحد الباحثين التربويين مؤكداً على أهمية الطريقة: "خير              

  لك ألا تبحث عن الحقيقة من أن تبحث عنها بلا طريقة".التعليم المسيحي كما أسلفت, هو تربية في الإيمان, بل تربية الإيمان بعلمية ومنهجية.ومنهجية التعليم المسيحي أيّاً كان شكلها, هي طريقة تبليغ المخاطب رسالة الله التي هي يسوع المسيح. وفي اعتقادي, أن معيار صحة ودقة طريقة أو منهجية ما هو قدرتها على تبليغ هذه الرسالة،قدرتها على إحداث صدى لهذه الرسالة في كيان السامع(المخاطب) بحيث تتحول البشارة إلى بشرى. هذه المنهجية هي المنهجية الناشطة التي تنطلق من فلسفة تقول: ((إنّ المخاطب هو محور العملية التربوية, وإن محور هذا المحور هو شخص   يسوع المسيح, ومحور هذا المحور الأخير هو السر الفصحي. وأعني به آلام وموت وقيامة يسوع المسيح.

 إن المنهجية الناشطة, كما يدل عليها اسمها, هي التي تجعل من التلميذ نشِطاً, فاعلاً,إيجابياً، هي التي تُشغِّل حواسه وفكره. وتستثير قدراته وتوظّف طاقاته في لقاء التلمذة.

 تقول الخبرة الإنسانية ،إن الإنسان يحفظ: 10-20% مما يسمع. 30-40 % مما يرى ويسمع. 50 % مما يسمع ويرى, ويحاور فيه. 60-70 %مما يختبر ويعمل. 90-100 % مما يجده بصعوبة, أي مما استدعى عنده يقظة ضمير وتوعية. أي مما يعمل ويكتشف بنفسه.    ويعلّم كونفو شيوس : قُلْ وسوف أنسى, أرِني ولعلّي أتذكّر, شاركني وسوف أتذكر.

 إذا كنا اليوم, نبحث عن أساليب للتعليم المسيحي حديثة , منهجياتٍ كانت أم وسائل, فلأن الأساليب القديمة التقليدية ما عادت تحدث صدىً في كيان تلميذ اليوم, ما عادت تحرك فكره ولا تُفطِّر قلبه كما يجب. ما عادت تُحدِث تحولاً في حياته, لماذا؟ لأنها ما عادت تخاطبه, ما عادت تتواصل معه. لقد أضحت لغتها لغة مفوّته. لغتها ليست لغة العصر. وبالتالي ليست لغة التلميذ. ليست لغة اليوم.

 ينصح البابا الراحل يوحنا بولس الثاني معلمي التعليم المسيحي أن يتكلّموا لغة اليوم. إن لغة اليوم هي اللغة السمعبصرية .ويقول دليل التعليم المسيحي العام للكنيسة الكاثوليكية:

((إن وسائل الاتصال الالكترونية ذات أهمية كبرى بحيث أصبحت للكثيرين من الناس وسيلة أساسية للإعلام, وأصبح استعمالها أساسياً للكرازة بالإنجيل وللتعليم المسيحي)).ثم يضيف:(( يجب على القيّمين على التعليم المسيحي أن يكونوا واعين لضرورة دمج الرسالة الإنجيلية والكنسية في هذه الثقافة الجديدة التي أوجدتها وسائل الاتصال الحديثة

  إنّ قناعاتٍ كهذه تحثنا على أن نطرح على أنفسنا السؤال التالي: هل نُنشِّئ معلمينا على التربوية السمعبصرية, وما   ننوع تنشئتنا في المجال السمعبصري؟

نواجه اليوم صعوبات ومشاكل في التعليم المسيحي الذي تقوم به مدارسنا ومراكزنا الرعوية, منها أن تلميذ اليوم وخاصة المراهق والشاب, لم يعد يهتم للتعليم المسيحي الذي نعطيه! هل يعني هذا انه قد فقد إيمانه؟ طبعاً لا, ولكنه يعني أننا, نحن المعلمين, لم نعد نتواصل معه على الموجة نفسها, لم نعد نكلّمَه بلغته كما كان يفعل السيد المسيح في زمانه مع تلاميذه والجموع التي تتبعه. وأيضاً لماذا؟ لان التعليم المسيحي مازال بالنسبة إلينا مقتصراً على التعليم! إلا أن التعليم المسيحي اليوم, في عصر اللغة السمعبصرية هو قبل كل شئ, (توعية). إنه توعية روحية, توعية للحياة الباطنية. توعية للكيان الإنساني, إنه, بتعبير آخر, توعية(الأنا) الكامنة في العمق. هذه التوعية تتم عن طريق عيش خبرات جماعة تتواصل فيما بينها عن طريق وسائل الاتصال واللغة السمعبصرية.

لقد شدّد البابا الراحل يوحنا بولس الثاني قائلاً: (إن معلم التعليم المسيحي هو أكثر من معلّم, إنه شاهد لإيمان الكنيسة). والشاهد هو القادر على توعية الكيان الإنساني العميق, إنّ من يأخذ على عاتقه هذه التوعية, ويتقن اللغة السمعبصرية هو اليوم معلم التعليم المسيحي الحق.

في بداية الألف الثالث, لم يعد يحقّ لنا أن نتجاهل لغة وسائل الاتصال في التعليم المسيحي. إن التنشئة على هذه اللغة وعلى التواصل بواسطة الصوت والصورة هي تنشئة تساعد على انثقاف الإنجيل في ثقافة الشعوب, وعلى أن نكرز كرازة جديدة بالإنجيل وهذا ما تؤمنه التقنية الحديثة التي غيرّت نظرتنا وثقافتنا, وهكذا أصبحت الكرازة بالإنجيل كرازة جديدة, وأصبحت لغتنا لغة سمعبصرية, لغة تواصلية تساعد المسيحي على استيعاب كلمة الله والتعمق فيها بالمشاركة في النشاطات الاختبارية التي تقدّمها فيصبح شاهداً لإيمان الكنيسة في المجتمع وفي كنيسة القرن الواحد والعشرين.

نستنتج مما تقدم: أنه أصبح ضرورياً, بل حاجة ملحّة استخدام المنهجيات الناشطة والوسائل السمعبصرية في مجال التعليم المسيحي, وأصبح أكثر من الضروري اعتبار التعليم المسيحي أولوية في مهام الكنيسة لأن مستقبل الكنيسة, ومستقبل وجودنا في هذا الشرق العزيز على قلوبنا يتوقفان عليه....

إن ما يحتاجه معلم التعليم المسيحي من مستوى إتقان للمنهجيات الناشطة والوسائل السمعبصرية, هو المستوى الذي يمكّنه من تطويع كل هذه الوسائل واستخدامها في التعليم المسيحي والتربية المسيحية بيُسرٍ وسهولة ودون أن تطغى على مضمون الرسالة أو تصبح هدفاً في حد ذاتها, إذ عليها أن تبقى في حدود كونها وسيلة وليست غاية. فالوسيلة نعم الخادم وبئس المعلم كما قال أحدهم. إن ما يحتاجه معلم التعليم المسيحي هو أن يقدم (ببساطة القلب) رسالة البشرى والكلمة مستخدماً ما يتوفر لديه من الوسائل وما يتقنه من منهجيات. إن الشرط الأساسي هو ألا نحترف استخدام المنهجيات الناشطة والوسائل السمعبصرية وننسى أننا في لقاء مع شخص المسيح الحي, وأن كل الوسائل والمنهجيات عليها أن تساعدنا لنصل إلى المسيح الذي يخاطب قلوبنا وعقولنا وكياننا كله. لنصبح ملكاً له وأبناءه بحق.

ثمة تحديات تواجهنا في الأخذ بالمنهجيات الناشطة واللغة السمعبصرية في التعليم المسيحي والتربية المسيحية نوجزها فيما يلي:- غياب المعلمين والمدرسين المؤهلين إيمانياً وتربوياً.

- طغيان المناهج والكتب التقليدية التي لاتميّز بما فيه الكفاية بين التربية الأخلاقية, والتربية في الإيمان   فتتعامل مع محتوى التعليم المسيحي (يسوع المسيح) كما مع أية مادة تعليمية أخرى. وتركز على الكم على حساب النوع.

- غياب التنشئة على اللغة السمعبصرية أو عدم التنشئة الصحيحة عليها لان كثيرين يجهلون أن هذه اللغة هي لغة وحضارة قائمة بذاتها.

- عدم توفر الأدوات والأجهزة والمواد والأمكنة اللازمة لاعتماد اللغة السمعبصرية أسلوباً في التعليم بسبب كلفتها العالية.

- عدم اعتبار التعليم المسيحي حتى الآن, أولوية في مهام الكنيسة -السلطة اللّهم إلا نظرياً !

 

قصة روحية:  الراعي الصالح

بينما كان أحدُ الرجال يتنـزّه على سفح جبل، تناهت إلى أسماعه أنغام ناي عذبة. فسار نحو مصدر هذه الأنغام، فرأى راعيًا جالسًا في ظل شجرة كبيرة، يعزف على الناي والغنم حوله يلتهم العشب الأخضر بهدوء. فحيّا الرجلُ الراعي وسأله عن حال القطيع. فبدأ الراعي يحدّث زائره عن الخراف وخصال كلّ واحد منها. فتعجّب الرجل من الكلام ولم يصدّق أن الراعي يعرف خرافَه، وأن خرافه تعرفه، وأنه يدعو كلّ واحد منها باسمه. فنهض الراعي من مكانه ونادى اسماً، فأتى إليه خروف، وبقي باقي القطيع في مكانه. ونادى اسماً ثانيًا، فأتاه خروف آخر، وبقي القطيع في مكانه. ونادى اسمًا ثالثا ورابعا حتى حضرت الخراف إليه واحدًا واحدًا. فدُهش الرجل مما رأى، وسأل الراعي كيف يميّز الخراف وهي متشابهة. فابتسم الراعي وقال: "هذا أمر في غاية السهولة، ففي هذا الخروف قطعة صوف مقطوعة، وفي ذلك نقطة سوداء، وفي هذه النعجة جرح، وتلك مقطوعة الأذن ..."

فسأل الرجل: "أليس في القطيع خروف كامل؟"

فابتسم الراعي وقال: "إن الخراف الكاملة لا تحتاج إليّ..."


تشرين الثاني -November
الـعـــدد (93)


القراءات الطقسية

بشروا من يوم الى يوم بخلاصه – حدثوا في الأمم بمجده و في جميع الشعوب بعجائبه

لأن الرب عظيم و جدير بالتسبيح

البهاء و الجلال أمامه و العزة و المجد في مقدسه

الأحد  الثاني من تقديس البيعة :   6 /11/2011

سفرالملوك الأول (8: 10-29 ) بناء هيكل سليمان في أورشليم و افتتاحه .

رسالة العبرانيين (8: 1-8) الرب يسوع هو الحبر الأعظم و الوسيط الآوحد في العهد الجديد.

إنجيل القديس متى(12: 1-21) جنود داود يأكلون السنابل يوم السبت و الانسان هو سيد السبت

الأحد  الثالث من تقديس البيعة :   13 /11/2011

سفر العدد(9: 15-22 ) نصب خيمة العهد و الغمام يرمز الى حضور الله الذي يظلل الخيمة .

رسالة العبرانيين (9: 15-28) يسوع المسيح يختم العهد الجديد بدمه  .

إنجيل القديس يوحنا(2: 12-22) يسوع يدعونا لنجعل بيت الله بيت للصلاة و العبادة و ليس للتجارة

 الأحد الرابع من تقديس البيعة :  20/11/2011

سفر الملوك الأول (6: 1- 19) اهمية هيكل أورشليم في عهد سليمان الحكيم .

رسالة العبرانيين(10: 1-10) ذبيحة الرب يسوع تفوق ذبائح العهد القديم لأنها عديمة الفائدة .

إنجيل القديس متى(22: 41- 23: 1-12) المسيح هو ابن داود و ربه
 

الأحد الأول من البشارة   :  27/11/2011.

سفرالتكوين(17: 1 -27) الوعد الذي قطعه الرب لأبينا ابراهيم بمنحه نسلاً كثيراً .

رسالة أفسس(5: 21-6: 9) تدعونا الى الأخلاق و السلوك اللائقة بالعهد الجديد .

 إنجيل القديس لوقا(1: 1-25) تنقل خبر بشارة زكريا بميلاد يوحنا المعمدان
 

الروزنامة الشهرية

الثلاثاء

 1 تشرين الثاني2011       

تذكار مار ميخا النوهدري

الجمعة

 4 تشرين الثاني 2011

تذكار مار أوجين ورفاقه الرهبان

الثلاثاء

20تشرين الثاني2011

عيد يسوع الملك

الأحد

27تشرين الثاني2011 

 تذكار الشهيد مار يعقوب المقطع

 

الموضوع :  عيد القديسين ام عيد الشياطين (هالوين)

ها هو Halloween يقترب، ها هي الزينة الداكنة والدموية تنتشر والإعلانات عن الحفلات بهذه المناسبة تدعو الجميع إلى  الاحتفال بهالويين الذي يعتقد الكثير منا أنّه نفسه عيد جميع القديسين أو عيد البربارة:

- هل نعرف أننا ببيعنا أو شرائنا هذه الأقنعة البشعة والدموية المخيفة نساهم ماديا مع تلك الجماعات التي تسعى الى تحطيم الايمان في النفوس؟

تعالوا معًا نتعرّف إلى مصادر هذا العيد وتاريخه، وأهدافه، وكيف تحوّل من رواية ميثولوجية إلى ممارسة فولكلورية تخبئ في طياتها طقوساً شيطانية هدامة، وكيف أصبحت أداة لأعداء الإيمان بهدف إبعاد المعاني المسيحية عن عيد جميع القديسين.

 أولاً: الميثولوجيا السِلتية

Halloween كما نعرفه اليوم وهو رواية ميثولوجية كان يعيشها سنويا الشعب السِلتي (Celtes)، وهو شعب عاش في أوروبا الغربية في أواخر العصر البرونزي، أي حوالي سنة 1500 قبل الميلاد. عبد مجموعة كبيرة من الآلهة، وكان يؤمن بعدم موت الروح، أحاطت به العديد من الأخبار والميثولوجيات التي مازالت موجودة حتى اليوم خصوصا في ايرلندا.

تخبرنا هذه الميثولوجيا في ايرلندا عن الإله Samhain إله الموت والبرد الذي كان يأتي مع مجموعة من أرواح الموتى في ليل 31 تشرين الأول من كل سنة وهو رأس السنة عند السِلتيين وآخر يوم من فصل الصيف قبل أن يبدأ فصل الموت والبرد والظلام، يأتي هذا الإله مع أرواحه للتفتيش عن أجساد أشخاص أحياء ليتملكوها مِما يخلق ذعرًا بين القرويين.

كان الكهنة في هذه المناسبة يُعدّون احتفالاً طقسياً فيُشعلون ناراً كبيرة في القرية وينطلقون إلى كل البيوت يوزعون لسكانها ناراً مقدسة يضعونها على شبابيك بيوتهم لطرد الأرواح، ويجمعون من كل عائلة التقديمات لإرضاء الإله وأحياناً تكون تقديمات بشرية، وإذا رفض البيت تقديم ما عليه تحل اللعنة فيه – وهذا أساس ما هو معروف اليوم بـ (Trick or Treat) أي أعطونا وإلا حل الشر بكم. ولإنارة طريقهم كان الكهنة يحملون خضار “اللفت” Navet مفرّغة من وسطها ومحفور عليها شكل وجه، يضيئونها عادة باستعمال الشحم البشري من التقديمات السابقة.

وبما أن الأحياء لا يخافون أن تمتلك الأرواح أجسادهم فكانوا يطفئون النار من داخل بيوتهم، ويلبسون ثياباً غريبة من رؤوس وجلود الحيوانات بالإضافة إلى إصدار ضجة وأصوات قرع لإخافة الأرواح المقتربة. وكان كهنة الأوثان يحرقون الأجساد التي تتملكها الروح كجزاء لهذه الروح؛ أما عن سبب استعمال الكهنة خضار "اللفت" للاستنارة، فتخبرنا إحدى الروايات عن شخص اسمه "جاك" تم طرده من السماء وجهنم في آن معاً، فهام على وجهه في الأرض ولم يعرف كيف يذهب، ولكي يعزيه الشيطان في مصيبته أعطاه قطعة حطب مشتعلة وضعها جاك داخل خضار "اللفت" لينير طريقه في الليل، ولذلك اليوم يُطلق الأميركيون على "اليقطينة" المُستعملة في عيد هالويين (Jack-o-lantern).

  ثانياً: التعديلات الرومانية

بعد احتلالهم أوروبا وبما أن أول تشرين الثاني يصادف عيد الحصاد والآلهة Ponoma إلهة الفاكهة والأشجار والزهور، أخذ الرومان تقاليد    السِلتيين وأضافوا عليها خصوصياتهم، فادخلوا التفاح إلى المناسبة (كان يرمز إلى Ponoma) ويُعتقد أنهم أيضاً سبب إدخال اليقطين بدل اللفت.

ومع الوقت أخذت هذه الاحتفالات طابعاً طقسياً، وتعزز الإيمان بالأرواح وتملّكها البشر، وانتشرت عادات لبس الثياب المخيفة.

  ثالثاً: إجراءات الإمبرطور قسطنطين

 سنة 308 وبعد أن سيطر الرومان على الأرياف التي كان سكانها من الوثنيين سمح لهم الإمبرطور قسطنطين المحافظة على تلك الطقوس، لكنه نقَل عيد تذكار القديسين من شهر أيار إلى أول تشرين الثاني، وحول البانثيون Panthéon إلى كنيسة بعد أن كان مقر عبادة للآلهة.

   رابعاً: البابا غريغوريوس الرابع

   سنة 840 أضاف البابا غريغوريوس الرابع  تذكار الموتى على المناسبة، هو الذي نعيده اليوم في الثاني من تشرين الثاني.

   خامساً: دخول المناسبة إلى الولايات المتحدة الأميركية وتحوّلها إلى Halloween  

سنة 1840 أدخل المهاجرون الايرلنديون هذه التقاليد إلى الولايات المتحدة الأميركية، وما لبثت أن انتشرت ولاقت رواجاً وشهرة فائقة في القرن التاسع عشر.

  سُميت هذه المناسبة Halloween -وهو اسم أُعطي في البلاد الانغلوفونية لليلة 31 تشرين الأول- استناداً إلى اسم عيد جميع القديسين باللغة الانكليزية (All Hallows Eve) أي ليلة (Eve ing) كل القديسين (All Hallows)؛ وتأخذ اليوم المناسبة طابعا ترفيهياً فيلعب الأولاد بالتفاح، ولطرد الأرواح يضيئون "القرع أو اليقطين" بعد تفريغها وحَفر عليها شكل وجه إنسان (Jack-o-lantern)، يتنكرون بثياب الأشباح والوحوش والحيوانات والهياكل العظميّة والسحرة والشياطين وكل ما هو مخيف، يقرعون على الطبول "والتَنَك" مُحدثين ضجة كبيرة، ويطرقون أبواب البيوت لجمع الحلوى قائلين (Trick or Treat) أي إن لم تعطونا تحل اللعنة عليكم (كما كان يفعل الكهنة لجمع التقديمات لإله الموت)، واللعنة تكون هنا مزحة أو مقلب يوقعون به من لا يعطيهم ما يطلبون (آثار هذه الممارسة موجودة عندنا أصلاً في عيد البربارة). ممارسة (Trick or Treat) دخلت إلى الولايات المتحدة الأميركية على يد العمال الايرلنديين الذين سعوا

  سادساً: هو أهم أعياد البدع الشيطانية ورأس السنة عند السحرة

 قد تكون هذه المناسبة في شكلها فولكلوراً يرافقه المزاح والمقالب، لكننا يجب أن ننتبه انه في شكلها وعمقها وأهدافها أصبحت مُستغلة من البدع التي تدّعي عبادة الشيطان وتسعى إلى تدمير الأديان وقيم البشر من خلال عدة ممارسات منها استبدال الأعياد المسيحية بعادات وثنية شيطانية غلافها فرح وضحك وترويح عن النفس. فيُعتبر عيد Halloween أهم الأعياد الأربعة عند البدع الشيطانية، إنه يوم الشيطان الذي تُقدَّم فيه تضحيات بشرية خصوصاً في الولايات المتحدة واستراليا، انه يوم رأس السنة عند السحرة

 

قصة روحية: مريم تفتح شبابيك في السماء

خطر ببال يسوع أن يقوم بجولة تفتيشية في السماء. فرأى كثيرًا من الأشخاص في السماء لا يلبسون حُلّة الُعرس، أي أنهم لا يستحقّون دخول النعيم. فأنفذ في الحال من يستدعي القديس بطرس، بصفته المسؤول الوحيد عن باب السماء. وتقدّم بطرس متحسّبًا وَجِلاً، فبادره يسوع بقوله: "سلّمتُك مفاتيح السماء على أمل أن تُصرّف الأمور بفطنة وتعقّل. فهل لك أن تُخبرني كيف دخلتْ السماء مثل هذه النفوس الخاطئة وبهذا العدد الضخم؟" فأجاب بطرس وهو في غاية الانفعال: "يا رب، ماذا تريدني أن أعمل؟ كلّما أغلقتُ بابًا، فأمّك العذراء تفتح شبّاكًا..."


كانون الأول -December  
الـعـــدد (93)


القراءات الطقسية

أشرق النور على الأبرار و الفرح على مستقيمي القلوب

أيها الأبرار بالرب افرحوا و بدعوة القدوس أشيدوا

أنشدوا للرب نشيداً جديداً فانه صنع العجائب

الخلاص بيمينه بذراعه المقدسة

الأحد  الثاني من البشارة :   4 /12/2011

سفرأشعيا(43: 14-44: 5 ) الرب هو المحرر الوحيد لشعبه .

رسالة كولسي (4: 2-18) تعليمات عملية للأخلاق المسيحية في حياة أهل كولسي .

إنجيل القديس لوقا(1: 26-56) تروي بشارة العذراء بحوار رائع بين الملاك و البتول .

 

الأحد  الثالث من البشارة :   11 /12/2011

سفر التكوين(18: 1-19 ) تروي قصة البشارة لأبينا ابراهيم بمولد اسحق .

رسالة أفسس (3: 1-21) غيرة القديس بولس على نقل بشرى الانجيل لكل الشعوب  .

إنجيل القديس لوقا(1: 57-80) خبر ميلاد يوحنا المعمدان و نشيد والده زكريا  .

 

الأحد الرابع من البشارة :  18/12/2011

سفر التكوين (24: 50- 67) تروي خبر زواج اسحق من رفقة  .

رسالة أفسس(5: 5-21) على المسيحي الحقيقي أن يتخلى عن عاداته الوثنية القديمة و السير بنور الرب .

إنجيل القديس متى(1: 18- 25) الرب يتدخل في حياة القديس يوسف خطيب مريم ليكون أباً روحياً للمخلص .

 

عيد الميلاد المجيد   :  25/12/2011.

سفر أشعيا (7: 10 -16 9: 1-7) تشيرالى حصار مدينة أورشليم و الملك آحاز يعتمد على ثقة النبي أشعيا.

رسالة غلاطية(3: 15-4: 6) تدعونا للتمسك بالايمان بالله أبي الجميع و اسقاط الحواجز و العيش في أخوة .

 إنجيل القديس لوقا(2: 1-20) ميلاد الطفل يسوع أمير المحبة و السلام في مغارة بيت لحم المتواضعة

 

الروزنامة الشهرية

الأحد

 4 كانون الأول2011       

عيد البشارة  - عيد الشهيدة القديسة بربارة

الخميس

 8 كانون الأول 2011

عيد العذراء المحبول بها بلا دنس اصلي

الأحد

18 كانون الأول2011

عيد مار يوسف البتول

الأحد

25كانون الأول 2011 

 عيد الميلاد المجيد

الإثنين

 26كانون الأول 2011

عيد تهنئة مريم العذراء

 

الموضوع :  رسالة الميلاد للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي

"أبشركم بفرح عظيم،يكون للعالم كلّه: لقد ولد لكم اليوم المخلّص الذي هوالمسيح الرب"

1 في قلب الليل، منذ 2011 سنة، أشرق على الرعاة البسطاء فوق مغارة بيت لحم، نور مجد الرب، وجاء ملاكه يعلن لهم البشرى، وهي من خلالهم للعالم كلّه: لقد ولد لكم اليوم المخلص الذي هو المسيح الرب". وفي الوقت عينه، في الفلك الذي يعلو بلاد فارس في المشرق، ظهر نجم فريد قرأ فيه العلماء الوثنيون ميلاد ملك الأزمنة الجديدة (متى2: 1-2). كلّهم أتوا، الرعاة الفقراء البسطاء من قريب، والمجوس العلماء الأغنياء من بعيد، الى بيت لحم. سجدوا للطفل الإلهي، وقدّموا له هدايا حبّهم وإيمانهم ورجائهم، فبادلهم المشاركة في الطبيعة الإلهية. نحن في لبنان وبلدان هذا المشرق وعالم الإنتشار، نخشع مثلهم أمام مغارة الميلاد، لنستنير من نور الحقيقة التي اعتلنت للعالم، ونتقدّس بنعمة الحياة الإلهية المعطاة لنا. وصدى كلمات البابا القديس لاون الكبير يتردد في أعماق قلوبنا: "أيها المسيحي، إعرف كرامتك. وإذ أصبحت شريكاً في الطبيعة الإلهية، بواسطة الإله الذي أخذ طبيعتك البشرية، كن يقظاً لئلا تعود فتسقط، بمسلك غير لائق، من هذه العظمة الى الأسافل الأولى"(عظة اولى في ميلاد الربّ،3.

2. إنّها مناسبة سعيدة أعرب فيها باسم أسرة الكرسي البطريركي، صاحب الغبطةوالنيافة الكاردينال مار نصرالله بطرس والسادة المطارنة والآباء والرهبان والراهبات وسائرالعاملين فيه عن أطيب التهاني لأخوتنا وأخواتنا في لبنان وفي بلدان الشرق الأوسط وأماكن الإنتشار، بل لجميع المواطنين هنا وفي الخارج، بميلاد الرب يسوع، فادياً ومخلّصاً لجميع الشعوب، وبحلول السنة الجديدة 2012. والتهنئة مقرونة بالصلاة لكي يفيض عليهم الطفل الإلهي غزير النعم والخير، ويبارك السنة الطالعة بالسلام والطمأنينة والعيش الكريم.

3.
الميلاد مغارة ونجم  و الشجرةة
المغارةتذكّرنا بتجسّد كلمة الله، كما روى لوقا في إنجيله. وفي آن تقدّم لنا أمثلة نقتدي بها، كالتواضع والفقر، وهما نهجان سلكهما المسيح الرب بدافع من محبته للبشر، وتدعونا لنتحوّل من الداخل بنعمة الذي دخل إنسانيتنا. "فابن الله، يقول القديس لاون الكبير، اتّحد بنا، ووحّدنا معه، بحيث ان انحناءة الله الى حالتنا البشرية ترتفع بالإنسان إلى أعالي الله"(عظة الميلاد،27/2(.
ما أحوجنا الى محبة الله تسكن قلوبنا مع الميلاد، كما سكنت قلب أمّه العذراء مريم، وقلوب القديسين! ما أحوجنا الى محبة تغنينا بالمشاعر الإنسانية وبالأخلاقية في التعاطي والتخاطب، ولاسيما لدى المسؤولين وممثلي الأمّة في البرلمان والحكومة، لكي نعيش جمال الشركة والمحبة في العائلة الدموية الصغيرة، وفي العائلة الإجتماعية، وفي العائلة الوطنية. الشركة هي أوّلاً وفي الاساس إتّحاد بالله، على المستوى الروحي الملتزم، ووحدة مع جميع الناس، على مستوى العلاقات حيث يقدّم كلّ فرد وجماعة وكلّ مكوّن من مكونات المجتمع، قيمته المضافة، فينشأ مجتمع متنوّع ومتكامل. أمّا المحبة فهي رباط هذه الشركة ومصدرها وغايتها.
وما أحوجنا إلى التواضع امام الله والناس، لكي نستطيع الخروج من ظلمة الكبرياء والعجب بالذات؛ من ظلمة الإدّعاء والاكتفاء الذّاتي؛ ومن ظلمة رفض الآخر المختلف في رأيه وتطلّعاته، من ظلمة الاستقواء والاستعلاء وتخوين الغير!
ا أحوجنا الى فضيلة الفقر من الذات والإغتناء بالله، الفقر الظاهر في التجرّد من المصالح الذاتية والمكاسب المادّية الشخصية والفئوية على حساب الصالح العام. هذه الفضيلة يحتاج إليها كلّ مسؤول، الذي بدونها يصبح أضعف الضعفاء.
4.
والميلاد نجم هو "كلمة الله الذي صار بشراً" (يو1: 14)، والذي دخل في حوار دائم مع كل إنسان لينيره على دروب الحياة، ويكشف له تألّق الحقيقة في ظلمات الضياع والكذب. هذا النجم قاد المجوس الى المسيح المولود. عندما غاب عنهم فوق اورشليم راحوا يبحثون منطقياً عن هذا الملك الجديد في القصر الملكي، حيث القدرة والثقافة والعلم. فلم يولد هناك. ذلك أنّ الله لا يظهر في قوّة هذا العالم، قوّة المال، وقوّة السلاح، وقوّة السلطة. لكن كلمة الكتب المقدسة أعلمتهم أنّه يولد في بيت لحم، وظهرت هذه الكلمة من جديد في النجم الذي قادهم الى مكان ولادته بين الفقراء والمتواضعين. هناك وُلد ملك العالم، للدلالة أن ملوكيته حرية ومحبة. فلا يولد هذا الملك إلا في قلوب الأحرار حقاً أي الأحرار من ذواتهم ونزواتهم وانحرافاتهم ومغريات الدنيا، وفي قلوب الذين يحبون الله حقاً وكلّ إنسان. هؤلاء وحدهم يحترمون الحرية بكلّ أبعادها، ويشهدون للمحبة في أعمالهم وممارسة مسؤولياتهم. تعالوا، أيّها الإخوة والأخوات، لنبحث عن النجم في كلمة الله التي نصبت خيمتها في الكنيسة وجعلتها "عمود الحقّ" على ما قال بولس الرسول (1تيم3/15(.

5.
والميلاد شجرة مزيّنة ومضيئة، هي الكنيسة المتلألئة بنور المسيح مؤسّسها والحال فيها، بل هي سرّه. إنّها المسيح الكلّي. هكذا رآها يوحنا الرسول: "مدينة مقدسة، اورشليم الجديدة، النازلة من السماء من عند الله، المهيّأة والمزينة كالعروس لعريسها، لتكون أرضاً جديدة وسماءً جديدة" (رؤيا21: 1-2)، يعيش عليها الناس في الشركة والمحبة: عموديّاً، إتّحاداً بالله عبر الكلمة الإلهية والصلاة ونعمة الأسرار؛ وأفقياً، وحدةً فيما بين الجميع بالتضامن والترابط والتعاون والتكامل.

شجرة الميلاد المتلألئة بأضوائها هي وجه الكنيسةالذي يعكس المسيح نور الأمم، من خلال إعلان إنجيله، بشرى الفرح لجميع الناس. فإنجيله نور الحقيقة للعقول، ونور النعمة الشافية للنفوس، ونور المحبة المحيية للقلوب. هذه الكنيسة المتلألئة، مثل شجرة الميلاد، مؤتمنة من سيدها على إعلان إنجيله للخليقة كلّها (مر16: 15)، هذا الإنجيل الذي زيّن الكنيسة بالقديسين، أنبياءٍ وشهداء ومعترفين. تعالوا أيّها المسيحيون نزيّن الكنيسة بتنوّع المواهب والعطايا التي أغدقها الروح القدس علينا، وعلى كلّ إنسان، لنكون قيمة مضافة في مجتمعاتنا.

6. من أمام المغارة والنجم والشجرة،
نحّييكم مهنّئين بالعيد أنتم الذين في لبنان. تعالوا نبني معاً وطن الرسالة، ونعيش بتنوّع جماعاتنا المسيحيّة والإسلاميّة وسواها، وبتنوّع ثقافاتنا وتطلّعاتنا وآرائنا وخياراتنا السياسية والوطنية، جمال وحدتنا وتضامننا وترابطنا، ونكون بعضنا لبعض ولمجتمعنا اللبناني قيمة مضافة. هكذا أراد المسيحيون والمسلمون أن يكون لبنان عندما ابتكروا ميثاقهم الوطني سنة 1943، والتزموا بالعيش معاً، وبأن يكونوا الواحد للآخر قيمة مضافة. تعالوا بعد اختبارات دامت حوالي سبعين سنة نجدد ميثاقنا الوطني بعقد اجتماعي جديد، نواصل به كتابة تاريخ جماعات قرّرت أن تعيش معاً، وتصنع السلام فيما بينها، وتتغلّب على الأزمات التي تتعرّض لها، بحكم الموقع الجغرافي- السياسي، ونبني دولة ذات قيمة مضافة باستقرارها وإشعاع دورها على ضفّة البحر المتوسط الشرقية، في محيطها العربي، وفي الأسرة الدولية.

7.
ونُحيّيكم مع أطيب تمنيات الميلاد، سلاماً ورجاءً، أنتم الذين في بلدان الشّرق الأوسط، وتمرّون في محنة الحروب والنزاعات والمطالبات؛ وترتسم أمام أعينكم وضمائركم استفهامات عديدة حول المستقبل والمصير. عليكم وسط هذه الظلمات، يسطع نور الله، ومجده كما في ليلة ميلاد المسيح الربّ، حيث أنشد الملائكة: "المجد لله في العلى، وعلى الأرض السلام، والرجاء الصالح لبني البشر"(لو2: 14). إننا نتطلّع معكم، عبر تمنّيات الميلاد والسنة الجديدة، إلى ولادة "ربيع عربي" حقيقي، ربيع سلام واستقرار قائم على تعددية الأديان والثقافات والإتنيّات، وعلى المساواة في المواطنة والديموقراطية، بعيداً عن أحادية العرق والدين والمذهب والرأي.

8.
ونحيّيكم مهنّئين أنتم الذين في بلدان الإنتشار،وتحت كلّ سماء، فليسطع عليكم نور المسيح الربّ بكلّ عطاياه ونعمه، وليجمعنا بفرح ميلاده، وقد اتّحد بتجسّده مع كلّ إنسان. لكم أطيب التمنيات بأن تكون السنة الجديدة مليئة بالسلام والخير والنجاح.

فلنا ولجميع الناس، في ظلمات هذا العالم، يتجدد إعلان السماء: "لقد ولد لكم اليوم المخلّص" (لو2: 11). ونهتف هتاف السلام والرجاء: وُلد المسيح! هللويا!

 

قصة روحية: شجرة سانت مارتن  للكاتب البرازيلي باولو كويهلو

مساء عيد الميلاد في هذه القرية الصغيرة"سانت مارتن" في بيرييه الفرنسية، بينما كان القس يعد التحضيرات، مجهزا نفسه للقداس، تشمم رائحة ذكية.

كان شتاءً..

الزهور اختفت منذ أمد طويل. لكن عبقاً لازال عالقاً في الهواء، هكذا وكأنما الربيع قد عاد مبكراً. وبدافع من فضول، ذهب خارج الكنيسة باحثاً عن مصدر هذا العبق، فيصادف صبياً جالساً على درجات السلم المدرسي. بجانبه كان ثمة شجرة عيد ميلاد ذهبية.

آه.. انها لشجرة رائعة، قال القس.

كان القس فرحاً وكأنه عانق السماء..

- من أين حصلت على هذه الشجرة؟.

لم يكن الصبي فرحاً بكلمات القس تلك.

حقيقة، هذه الشجرة تكون أثقل وأثقل وانا احملها، لكن لا أعتقد إنها من ذهب. والآن أنا خائف ماذا عسى أمي وأبي ان يقولا عندما يريا هذه الشجرة.

الصبي اخبر قصته:

اليوم صباحا غادرت من مكان الى المدينة الكبيرة"Tarbes" ومعي النقود التي أعطتني إياها أمي بغية شراء شجرة عيد ميلاد جميلة. لكن ، في الطريق وصلت الى مكان صغير، هناك التقيت عجوزا وحيدة دونما أي فرد من عائلتها، ليحتفل معها هنا في هذا العيد الرباني. أعطيتها بعض المال لعشاء العيد، لأني ،متأكدا، كنت، من حصولي على تخفيضات في سعر الشجرة التي سأشتريها.

عندما وصلت الى "Tarbes" مررت بسجنها الكبير، كان جمهرة من الناس خارج السجن ينتظرون الزيارة، الجميع حزانى، لأنهم سيحتفلون بعيداً عن أعزاء لهم. سمعت من بعضهم أنه لا يقوى شراء على قطعة حلوى!.

هناك كان وقع الحزن ثقيلاً على صبي بعمري. لذا قررت توزيع ما تبقى من نقود على المحتشدين بباب السجن الكبير، لأنهم ، قطعا، سيحتاجون المال أكثر مني. احتفظت بالقليل منه لغرض شراء الطعام.

بائع الزهور الذي سأشتري منه شجرة عيد الميلاد كان صديقا للعائلة، لذلك من المؤكد انه سيعطيني الشجرة. مقابل عملي لديه طوال أسبوع.

عندما وصلت السوق علمت ان بائع الزهور لم يفتح أبوابه لهذا اليوم، عملت جاهدا لاقتراض بعض المال قصد شراء شجرة عيد الميلاد تلك من مكان آخر، لكني فشلت. أقنعت نفسي؛ سيكون من الأفضل لو اكلتُ بعض الطعام، كي يتسنى لي التفكير بما سأعمله. عندما جئت الى حانة صغيرة، التقيت بطفل صغير يبدو انه غريب، بادرني بالسؤال لأنه لم يأكل ليومين. فكرت: أن الطفل/ المسيح، مؤكدا قد عانى من الجوع ذاته، لذلك أعطيته كل ما عندي وأقفلت راجعاً.

في الطريق اقتطعت غصن شجرة " "Pinje، وحاولت تزينه قليلاً، كان أقسى من ان ألويه،كما لو انه من الفولاذ.

هذا قطعا ليس بشجرة عيد الميلاد التي كانت أمي تنتظر ان أعود بها الى البيت.

عزيزي، أيها القس.

ان عبق هذه الشجرة، دونما شك، كانت السماء قد أعجبت به ايضا.

دعني أكمل قصتي بالكامل:

في نفس اللحظة التي غادرت انت بها، المرأة العجوز ابتهلت، الى العذراء مريم- كأم شخصية-أن يكافئ هذا العمل الغير مُنتظر، أقارب السجناء وعوائلهم هناك، كانوا على يقين إنهم التقوا ملاكاً، لذلك صلّوا،مبتهلين، شكرا للملائكة عن الحلوى التي اشتروها.

ايها الصبي انت تلقيت شكر الرب، لأنك فكرت بجوعه. العذراء والملائكة والإله سمعوا أولئك الناس المصلين والمبتهلين لمساعدتك إياهم.

عندما قطعت شجرة "Pinje" ملأته العذراء برائحة الطفولة وعبق القلوب البريئة، عندما كنتَ ماشياً، حولتْ الملائكة أشواك الغصن الى ذهب.

في النهاية عندما انتهوا، رأى المسيح العمل ليباركه.. ومن الآن فصاعدا، من يمسس هذا الغصن..يكون قد برأ من ذنوبه وتحققت أحلامه، وهكذا يكون.

على حذّ قول العارفين.. يوجد غصن الصاج المقدس ولما يزل في سانت مارتن، وقوته الكبيرة؛ انه يعطي البركة لكلّ من يساعد الآخرين مهما كان بعيدا عن هذه القرية الصغيره في بيرييه.


القصص الروحية عن موقع جمعية التعليم المسيحي في حلب                    www.talimmasihi.com


ٍSunday Message Page Site Map Home Page