قصص روحية
المجموعة الثانية

(1) لماذا الله... تطور العصر يكفي! *

هرول أحد الشباب وكان جامعيا متحمسا، وصعد إلى احد القطارات في فرنسا وجاء مقعده مقابل رجل في الستينات من عمره، تبدو على محياه علامات النبل والشرف والرصانة، وكان ممسكا المسبحة الوردية بيده غارقا في التأمل والصلاة، فضحك منه الشاب واخذ يستهزئ به ويقول له انه أضاع عمره وشبابه بخرافات لا معنى لها، مشيرا بيده إلى المسبحة الوردية واخذ يشرح للرجل عن آخر ما استجد من الاكتشافات العلمية، مستشهدا بآخر تلك الاكتشافات، والتي قام بها العالم الفرنسي المعاصر في ذلك الزمان لويس باستور، لاسيما اكتشافه الجديد حول الجراثيم ومسببات الأمراض، وبالخصوص المصل الجديد لمعالجة داء الكلب.

ثم قال الشاب للرجل الجالس انه على استعداد لتزويده بالمجلات والكتب وبكل ما يطرأ من جديد في هذه المجالات، إن هو رغب في ذلك، ويكفي أن يعطيه عنوانه. فمد الرجل يده إلى جيبه واخرج بطاقته وناولها للشاب وتابع صلاته، ولم يكد الشاب يراها حتى صعق إذ انه، دون أن يعلم ، كان يكلم العالم الشهير لويس باستور نفسه، فخجل من نفسه وانسحب من مكانه وتوارى عن الأنظار.

 

(2) لماذا لا تهتم بنفسك كما تهتم بجسدك؟ *

كان رجل غني يرفض قبول الأسرار و لا يحب الصلاة. و كان له خادم أمين تقي شديد المحبة له، وكان الخادم عزيزا جدا على سيده. وكان الخادم يقول أحيانا لسيده"يا سيدي، فكر في نفسك، وقم بواجبات العبادة لله"وكان السيد يجيبه"أما أن أكون من الخالصين واحصل على السعادة الأبدية، وعندئذ لا حاجة إلى الصلاة، وأما أن أكون من الهالكين، وفي هذه الحالة لا تفيدني الصلاة شيئا".

و حدث مرة أن مرض ذلك الرجل، فاستدعى خادمه الأمين وطلب منه أن يحضر له طبيبا. سمع الخادم أمر سيده وخرج، لكنه لم يحضر الطبيب. فلما جاء المساء استدعى المريض الخادم ثانية وقال له: "الم اقل لك أن تستدعي الطبيب فلماذا لم تفعل". أجاب الخادم: "يا سيدي، لقد فكرت في نفسي وقلت: "إما أن يبرأ سيدي من مرضه، وإما انه يموت. فإن كتب له أن يبرأ فإنه سيبرأ حتما بدون طبيب، وان كان لابد له أن يموت فماذا يستطيع الطبيب أن يفعل له لذا يمكن الاستغناء عن الطبيب. أليس الأمر كذلك يا سيدي ؟". أجاب السيد المريض: "يا لك من أحمق! إن الله لا يريد أن تطلب منه معجزات بدون سبب، لكنه أعطانا الوسائل الطبيعية وأمرنا باستعمالها لنحصل على الشفاء، ومن هذه الوسائل استدعاء الطبيب. فأسرع واحضره حالاً". فقال الخادم: "أصبتَ يا سيدي، وها أنا ذاهب لاستدعاء الطبيب. ولكن لماذا لا تفعل كذلك بشأن نفسك؟".

 

(3) الفلاح و الأمير *

إن الله يفضل أن ندعوه "أباً" على أي لقب آخر، مهما كان جميلا ساميا. يحكى عن فلاح انه فقد كل أمواله وممتلكاته، في حريق عظيم شب في داره. وبما انه لم يكن مشتركا في إحدى شركات التامين ضد الحريق لتدفع له تعويضا عن خسارته، فقد أصبح فقيرا جدا.

وذات يوم أشارت عليه زوجته، أن ينطلق إلى أمير، كان يسكن في تلك النواحي، ويطلب منه المساعدة، لأنه كان مشهورا بعطفه على الفقراء و المنكوبين. و عندما وصل الفلاح أمام باب القصر، وقع في حيرة عظيمة، إذ لم يعد يذكر بأي لقب يلقب ذلك الأمير. أيدعوه صاحب السمو الملكي، أم صاحب السعادة، أم صاحب الدولة. خاف الرجل الفقير أن يجلب على نفسه غضب الأمير، إن هو لقبه بلقب لا يليق به، فعاد من حيث أتى، دون أن يقابل الأمير. وبينما كان راجعا إلى بيته، مر بكنيسة فدخلها وتلا بعض الصلوات بكل خشوع، طالبا المساعدة من الله. ومن جملة الصلوات التي تلاها: أبانا الذي في السماوات. ثم فكر في نفسه: "ما أجمل و أبسط لقب أبانا الذي ندعو الله به. فعندما يتكلم الإنسان مع الله لا يقع في أي حيرة".

ثم رجع إلى بيته وهو يكرر الصلاة الربانية. ولما وصل البيت، بشرته زوجته أن الله استجاب له وفتح أمامه باب الفرج. ثم ناولته مبلغا من المال، كان أهل قريته قد جمعوه له، عندما علموا بنكبته. وكان الأمير من جماعة المتبرعين.

 

 (4) بع بيتك وربِّ أولادك *

جاءت يوماً أرملةٌ إلى القديس يوحنا فيانيه تستشيره في تربية أولادها، وقالت له: "يا أبتِ، إني أنفقتُ كل أموالي في سبيل تربية أولادي تربية حسنة في أفضل المدارس، ولم يبقَ لي سوى البيت الذي أسكن فيه".

فأجابها القديس فوراً: "بيعي بيتك وأكملي تربية أولادك، فإنَّ الله سوف لا يتركك". فباعت الأرملة بيتها، وصدق القديس في كلامه. فالرجل الذي اشترى البيت منها قد أعجب بُحسن تربيتها لأولادها، فأوصى لها في وصيّته أن يُعاد إليها البيت مع مبلغ من المال مكافأة على تضحيتها العظيمة في سبيل تربية أولادها.

 

 (5) جوهرة الراهب *

كان رجل فقير دائم التشكّي لله، وكان يطلب منه كل يوم أن يرسل له كنزا ثميناً يغنيه طول العمر ويريحه من التعب اليومي. ظهر الله له يوما ما في الحلم وقال له: "سألبي رغبتك. اذهب خارج القرية ترى راهباً مستلقياً في ظل شجرة ومعه حقيبة يد. اطلب منه الجوهرة التي يحملها في حقيقته، وهو يعطيك إياها.

خرج الرجل و رأى بالفعل راهباً مستلقياً يرتاح في ظل شجرة. فقال له: "أرسَلني الله إليك لتعطيني الجوهرة الثمينة التي تحملها في حقيبتك". أجاب الراهب: "بكل سرور". وفتح الحقيبة و أخرج جوهرة كبيرة ثمينة وناولها للرجل.

رأى الرجل الجوهرة في يده، فطار فرحاً، وعاد إلى البيت ودعا زوجته وقال لها: "لقد قبرنا الفقر وأيامه". ثم نظر حوله ليرى أين يخبئ الكنز. وضعه تحت الوسادة، فخاف أن يعثر عليه السارقون، ثم خبأه في الخزانة، فخاف من الأولاد. حفر له حفرة في البستان، فخاف من عابري الطريق... بقي طوال الليل يغّـير مكان الكنز. في الصباح، اكتشف أنه فقد معنى الراحة.... فعاد أدراجه إلى الراهب، فرآه في مكانه مسترخياً مرتاحاً. فقال له: "أبونا، خذ جوهرتك وأعطني الكنز الثمين الآخر الذي تحمله في قلبك والذي جعلك تترك لي هذه الجوهرة دون ندم".

 

(6) أم حنا تدخل السماء *

أم حنا امرأة بسيطة عاشت كما تعيش معظم الأمهات. خدمت بيتها وزوجها وربّت أولادها ولم تقم بأي عمل خارق في حياتها سوى واجبها كزوجة و أمّ. حلمت يوماً أنها ماتت، وأنها دخلت باب السماء ووقفت في صف طويل تنتظر أن يحاكمها الله تعالى.

وأثناء انتظارها، تكلّمت مع جارتها في الصف الطويل و سألتها إن كانت خائفة من مواجهة الرب الدّيان العادل. فأجابتها جارتها أنها ليست خائفة، لأنها قامت بالكثير من الأعمال الحسنة، ومنها أنها دخلت يوما البيت بينما كان يحترق وخلصت ابنها الصغير من الموت حرقاً. خافت أم حنا أكثر لأنها لم تقم أبداً بعمل مثل هذا. ثم التفتت خلفها، فإذا رجل ينتظر دوره هو أيضا، فسألته إن كان خائفاًَ من مواجهة الله الديان العادل. فأجابها أنه ليس خائفاً، لأنه أثناء حياته على الأرض تبّنى ولدا مُعاقاًَ وربّاه أحسن تربية وعامله مثل باقي أولاده. زاد خوف أم حنا، لأن ذاكرتها خالية تماماً من أي عمل بطولي.

أرادت أم حنا أن تعود إلى الأرض لتقوم بعمل كبير يحسبه الله لها، لكن الملاك أخبرها أنه لا يسمح بمغادرة السماء والعودة إلى الأرض. لم يبق لأم حنا إلاّ أن تنتظر دورها. فأخذت تحضّر في عقلها ماذا ستقول لله: "سامحني يا رب، فأنا لم أفعل شيئاً بطوليا في حياتي ولا أعلم إن كنت أهلاً للسعادة الأبدية".

وبعد فترة، وصل دورها، فنظرت إلى وجه الله، وفتحت فمها لتقول الجملة التي كانت قد حضّرتها بعناية فائقة، وإذ بالله يسبقها إلى الكلام، ويقول لها: "تفضلي يا أم حنا إلى السعادة الأبدية". فأجابت: "لكن يا رب، أنا لم أقم بعمل واحد بطولي في حياتي".

أجابها الله: "ألم تغسلي ثياب زوجك وأولادك آلاف المرات؟ ألم تهيئي الطعام لهم عشرات آلاف المرات؟ ألم تقومي بتنظيف البيت يومياً؟ أتظني أن ذلك ليس عملاً بطولياً؟ تفضلي.

 

(7) امتحان الشيطان المجرب *

يقوم لو سيفورس (وهو اسم رئيس الشياطين) بامتحان للشياطين المتدربين قبل أن يرسلَهم إلى الأرض ليجربوا الناس. وذات يوم، أنهى ثلاثة شياطين المساق التحضيري لتجربة الناس، ومثلوا أمام رئيسهم لتقديم الامتحان النهائي.

دخل الشيطان الأول غرفة الامتحان، فسأله لو سيفورس: "قل لي كيف ستجرّب البشر؟" فأجاب: "سأقول لهم أن الله غير موجود وأنه اختراع رجال الدين، وسأستعمل مختلف الوسائل لأقنعهم بذلك". فقال له لو سيفورس: " أنت راسب في الامتحان، عُد إلى الدراسة مجدداً".

ثم دخل الشيطان الثاني، فسأله رئيس الشياطين نفس السؤال، فأجاب: "سأقول للناس أن الله موجود، لكن الوصايا ليست من الله، بل هي اختراع البشر، لذا عيشوا كما تريدون واسرقوا وانهبوا وازنوا واقتلوا". فقال له لو سيفوروس: "أنت راسب في الامتحان، عد إلى الدراسة مجدَّداً".

ثم دخل الشيطان الثالث و كان أخبثهم، فطرح عليه رئيس الشياطين نفس السؤال، فأجاب الشيطان: "سأقول للناس أن الله موجود وأن الوصايا منه ويجب المحافظة عليها، لكن لابد من فترات راحة للإنسان يضع الوصايا على الرف مؤقّتاً و يفكّر في نفسه، "يوم لك ويوم لربك". فقال له لو سيفورس: "أحسنت، اذهب وجرّب بني البشر، أتمنى لك عملاً موفّقاً".

 

 (8) مسبحة الوالدة *

شاب ترك الصلاة كان عائداً من رحلة. و فجأة رأى مسبحة على الأرض، و كانت أوّل ردّة فعل له أن يتركها ويتابع سيره. لكن حبّه الدفين لمريم العذراء منعه من ذلك، فالتقطها وقال: "لا يمكنني أن أردّها لصاحبها، سأعطيها لمريم العذراء، و سأضعها عند هيكل العذراء في أول كنيسة أصادفها".

وبالفعل دخل أوّل كنيسة، وعندما وصل إلى هيكل العذراء، سمع صوتاً داخليا يقول له: "أتلُ المسبحة قبل أن تضعها على الهيكل وتذهب". وبعدما صلّى المسبحة، تأثّر جداً، وشعر بصوت يدعوه إلى الكهنوت. فكّر كثيرا، ثم قبل الدعوة وأصبح كاهناً.

ومنذ يوم رسامته، كان يتلو المسبحة التي وجدها في الطريق بتقوى كبيرة لأنها كانت السبب في رجوعه الى الله وفي وصوله الى سّر الكهنوت. وبعد بضع سنوات، عيّنه الأسقف مسئولا عن مستشفى. كان يزور المرضى يوميا و يصلي لمن يطلب منه ذلك.

دخل يوما غرفة مريض، وما إن رآه المريض حتى قال: "لا تكلّمني عن الله فأنا ملحد". حاول الكاهن ان يُكلّم المريض بلطف، لكن المريض رفض، فقال الكاهن: "حسناَ سأتلو اليوم المسبحة عن نّيتك". أجاب المريض: "لا أريد أن اسمع كلمة "مسبحة". أجاب الكاهن: "لكن صلاة المسبحة لا يمكن الاّ أن تفيدَك". أجاب المريض: "بل هي سبب شقائي وتعاستي". قال الكاهن: "كيف"؟ أجاب المريض: "اسمع قصتي مع المسبحة"... عندما كنت صغيراً، كنت أصلّي المسبحة مع والدتي كلّ يوم. وعندما كبرت، ذهبت الى المدينة، فعملت فيها. وهناك تعرّفت على رفقاء سوء أبعدوني عن الله وعن الصلاة. ويوماً ما استدعوني الى القرية حيث كانت تسكن والدتي، لأنها كانت على فراش الموت. وهناك طَلَبتْ مني وعداً أن أصلي ولو قِسماً من المسبحة كل يوم. خجلت منها ووعدتُها. عندئذ أعطتني والدتي مسبحتها التي كانت تصلي بها منذ سنين. وعندما كنت في طريق عودتي الى المدينة، همس الشيطان في قلبي قائلاً: "تخلّص من هذه المسبحة اللعينة، وارمها على الأرض". رميتها، ومنذ ذلك اليوم لم أعرف طعم الراحة، لا بل أشعر أني أصبحت ملعوناً.

تأثر الكاهن وسأل المريض عن السنة وعن الشهر الذي حصل فيه ذلك، ثم أخرج المسبحة من جيبه وسأل المريض: "هل سبق ورأيت هذه المسبحة؟". فصاح المريض: "بل هي مسبحة والدتي". فقال الكاهن: "انظر، المسبحة التي كانت سبب تعاستك كانت سبب سعادتي، لأنها هي التي قادتني الى الكهنوت. خذها وابدأ من جديد حياة سعيدة هنيئة...".

 

(9) سوبر ماركت السماء *

بينما كنت في إحدى الأيام أسير في طريق الحياة، قرأت إعلانا فوق متجر يقول: "سوبر ماركت السماء". وما ان اقتربت من المتجر حتى انفتحت أبوابه وحدها ووجدت نفسي في الداخل. كانت الملائكة تملأ المكان. اقترب ملاك مني وقدّم لي سلّة كبيرة وقال لي: "تفضّل، اشتر ما تحتاج اليه". كان المكان مليئا بمختلف أنواع البضائع. رأيت رفّاً مكتوباً عليه:"الصبر"، فأخذت حاجتي منه. رأيت "المحبة" في نفس المكان، فأخذت منها قسطا لا بأس به. سرت قليلا فرأيت مكان "التفهم"، فقال لي الملاك: "خذ منها، فستحتاجها أينما ذهبت". فأخذت منها علبتين. ثم تقدّمت أكثر فرأيت "الإيمان"، أخدت منه حصتين أيضاً . ثم "الروح القدس"، فأخذت منه الكثير. ثم فضيلة "القوة"، فلم أحرم نفسي، ثم "الشجاعة"، وأنا في أشد الحاجة اليها. بدأت سلتي تمتلئ، وتذكرت أني بحاجة الى "النعمة"، فأخذت،ثم الى "المغفرة" وأخذت لي ولغيري.

أخيرا، وقفت في الصفّ لأدفع الحساب قبل أن أغادر المكان. رأيت بجانب موظف الصندوق كميات كبيرة من "الفرح" و "السلام" و "الصلاة"، فحملت ما استطعت حمله. وعندما أتى دوري لأدفع ثمن ذلك سألت الموظف: "كم؟" فابتسم وقال لي: "احمل كل ذلك معك أينما ذهبت". فألححتُ عليه: "قل لي كم يجب أن ادفع؟" فابتسم مجددا وقال: "يابُنيّ، لقد دفع الله الحساب منذ زمن طويل". اذهب بسلام.

 

(10) يسوع محامي الدفاع *

وقفت في جلسة المحكمة الأخيرة أمام القاضي، ووقف المدعي العام الشيطان وتكلّم مطوّلا عن خطايا حياتي، واختتم بصوت عال: "هذا الإنسان مصيره جهنّم، وأظن أن الأمر واضح". ثم أتى دور محامي الدفاع، وهو الموكّل بالدفاع عنّي، وطلب أن يتكّلم، فاعترض الشيطان، لكن القاضي رفض الإعتراض وطلب من محامي الدفاع أن يتقدّم. تقدم برهبة وثقة، وخُيِّل إليّ أني أعرفه. تفرّست في وجهه، وأذ هو المخلّص يسوع المسيح. فخفق قلبي فرحاً. اقترب المحامي من منصّة القاضي فحّياه قائلاً: "مرحبا يا أبي"، ثم التفت الى قاعة المحامي وقال: "لقد قال الشيطان الحقيقة عندما برهن أن هذا الانسان أخطأ كثيراً في حياته. وعقاب الخطيئة هو الموت، لذلك يجب أن يلقى هذا الرجل عقابه". ثم أخذ نَفَساً عميقاً والتفت الى القاضي ومدّ يديه وقال: "لكنني متُّ على الصليب كي يحصل هذا الانسان على الخلاص، ولذا فهو لي لا لغيري. اسمه مكتوب عندي في كتاب الحياة، ولا يستطيع أحدٌ أن يمحيه. وهذا أمرٌ لا يستطيع الشيطان أن يفهمه. فهذا الرجل ليس بحاجة الى العدل بل الى الرحمة".

ثم جلس يسوع وارتاح قليلاً وقال للقاضي: "لا يمكن أن أعمل أكثر من ذلك من أجل هذا الرجل، لقد عملتُ كل شيء".

ثم ضرب القاضي بالمطرقة على الطاولة، وفتح فاه وقال: "هذا الرجل بريء، لقد دُفعَ دينُه. أغلقَت القضيّة".

عندئذ أخذني المخلص بيدي، وأخرجني من قاعة المحكمة. سمعتُ وأنا أخرج من القاعة الشيطان يقول: "لقد خسرتٌه، لكني سأربح المتهم القادم". وبعد أن دلّني يسوع على طريق الحياة، سألته: "هل سبق لك وخسرتَ قضيّةً أمام الشيطان؟"، فابتسم وقال: "كلُّ انسان طلب مني أن أتوكّّل الدفاع عنه حصل على ما حصلتَ أنت عليه".

 

Return To Spiritual Page

Home Page